الفصل الخامس عشر

115 10 1
                                    


عودة للماضي.........
كان "إيهاب" في منزل والدته "ماريافريدريك" في (انجلترا)، يعد لنفسه كوبا من (النسكافيه)  بعدما غادرت والدته مساءا؛ لتجيب دعوة عشاء عمل خاص بها، فلم يبقى سواه، فأعد لنفسه (النسكافيه)، وجلس على الأريكة مطالعا بتمعن شاشة جهازه اللوحي لما فيه من أخبار تخص السوق ،والبورصة، وأسعار العملات، ظل على ذلك الوضع وقت قصير، فاختلج أذنه بعدها أصوات قوية دوت من المطبخ،تحرك مستندا على عكازه بسبب إصابة رجله من قبل "حازم" بالرصاص ، فوجده  يقف بقامته الطويلة موليا له ظهره، اشتعلت عيناه غضبا قائلا:
_ أنت بتظهر وتختفي على مزاجك .

التفت شاب في عمر  ال22 عام تقريبا، له ملامح حادة مخملية رغم امتيازه ببشرة لونها أبيض وعيون باللون العسلي، وشعر بنفس لون العينين إلا أن عيناه أصبحت تمثل الكثير من الشراسة، له بنية قوية ضخمة، أكمل "إيهاب" بحدة عند إلتزام الواقف أمامه الصمت:
_عرفت مكاني إزاي يا فادي؟

هنا ظل المدعو "فادي" يتقدم نحوه بخطوات بطيئة بثت الذعر في "إيهاب" الذي رجع بخطوات متعرجة بسبب إصابة رجله إلى أن التصق بالحائط محكما الأمساك برقبته بقوة بين أنامله، مردفا بنبرة كالفحيح :
_ قصدك خالد يا إيهاب.

توسعت عيناه "إيهاب" بارتياع، فهو لم يحسب حساب لذلك ابدا، فمن أين عرف الحقيقة؟ وأهله كلهم في مصر، أكمل "خالد" بنفس الطريقة:
_هخليك تندم على اللي عملته معايا يا ابن الصياد.

فهمس "إيهاب" من بين أنامله يحاول أن ينال القليل من الهواء:
_ خلينا نتفاهم أرجوك.

ارتخت أنامله من على رقبته تدريجيا، مما سمح له بالتقاط قليلا من الأكسجين، قال "خالد" بعنين مشتعلتين:
_ أنا عايزه أفهم كل حاجه ودلوقتي وإلا أقسم بالله يا إيهاب ادفنك مكانك وأنت عارف أن أنا قادر اعملها.

تتأفف "إيهاب" بحنق، فضغط "خالد" على رسغه بقوة،فهو يعرف أنه سوف يحاول المراوغة قائلا بنبرة مختلة:
_ أنا مش محتاج افكرك باللي ممكن اعمله فيك لو كذبت عليا تاني، أنا همحيك من على وش الأرض.

زم "إيهاب"شفتيه بغضب، فدفعه "خالد" بقوة إلى الخارج ثم لكمه في صدغه، فجعله يتهاوى على الأريكة متألما مكملا بصوت عال:
_ ده أنا مش هرحمك على السنين اللي ضيعتها من عمري في فسادك، ودلوقتي هتحكيلي عملت كده ليه.

أردف "إيهاب" بغضب بسبب لكمته التي صحبت معها خط من الدماء:
_ وتفتكر حتى لو حكتلك بعد السنين دي كلها هتقدر ترجع لأهلك اللي فاكرين أنك تحت التراب ولا ومش بس كده كمان أنت ليك تاريخ مشرف في الإجرام واحتمال أنك تكون مستهدف في أي لحظة وأعدائك عايزين يعرفولك أي حد يخصك عشان يجيبوك فأنت بقا هتروحلهم وتقولهم أنا خالد ابنكم وبعدها تعملهم مصيبة صح صدقني مبقاش ينفع ترجعلهم خلاص.

تألم "خالد" لحظيا مما سمعه، فلديه كل الحق، عاد "إيهاب" يضخ سمه قائلا بتهكم:
_ و بعدين تفتكر الست مريم أختك ممكن تستقبلك في البيت عندها بعد سجل الإجرام الحافل ده، مريم اتغيرت يا فادي،مريم سجنت عمك عاصم، وقتلت ابني اللي كان في بطنها، ودلوقتي بقت تقريبا اللي بتتحكم في كل شيء، تفتكر بقا هتعمل معاك أنت اي؟

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن