الفصل العاشر

134 16 3
                                    

اقتربت منها واقفة أمامها؛ لتقول ببرود:
_طيب

غادرت دون أن تعبىء بالذي يحصل بهم، ونزلت الحديقة تشتم بعض من الهواء،
وجدت نفسها تفكر فيهم ،فأولهم "مريم" التي لديها أطفال، وزوج يحبونها، وتحبهم تعيش سعيدة مع افراد عائلتها ،وهي الأن قلقة حيال زوجها من أن يصيبه مكروه، يوجد لديها أشياء أفتقدها في حياتها المليئة بالصخب ، فمريم لديها حب ،وحنان، وإحتواء ،فلقد رأيت ذلك عيونهم لها، فخاطبت نفسها
(ألهذا الحد وجود بعضهم البعض في حياتهم  مهم جدا؟؟؟
نعم مهم فليس كل الناس مثلي على الأقل وهذا يعتبر جيد.
كم وددت أن يصبح لي عائلة أعيش معها في بيئة نظيفة خالية من تلك المتاعب.......على الأقل لن أقطع هذا الحب الأن)
كانت أفكارها تتضارب ،وتبتسم بسعادة تارة ، ثم تبتسم بطريقة مختلة لنفسها تارة،  فأخرجت هاتفها ووقفت بعيد عن المنزل فأردفت بالإنجليزية:
_حددلي موقع مازن فريد.
أتاها الرد من الجانب الآخر:  إنه في(.......)
اغلقت الخط متوجهة للداخل.
..........................
عودة للماضي...
كانت  في حديقة منزلها نائمة على العشب، تطالع السماء بتأمل ،إلى أن أعلن هاتفها عن وصول مكالمة فأجابت بصوت هادئ:
_ ما الجديد؟
أتاها الرد من الجانب الآخر:
_ الكل سوف يكون مجتمع الليلة الساعة 10 مساءا في(.....) ،وسيكون هدفنا حاضر لذلك يجب أن تستعدي لهم.

إبتسمت بطريقة مختلة:
_سوف أكون مستعدة جيدا دايڤيد.

أنهت مكالمتها وأرسلت رسالة بالتفاصيل لأدريان.
ثم دخلت المنزل تستعد لهم.

عندما حل المساء وجاء الموعد المطلوب ،
وظهرت أمام "أدريان" الذي كان يقف بسيارته أمام معلم معين بالبلدة بهيئتها الجديدة ،كانت الصدمة ،والإندهاش مرتسمة على معالم وجهه
بعدما خرجت من سيارتها الرياضية، فقد غيرت لون شعرها البني الفاتح إلى شعر باللون الأحمر الناري مع إرتدائها فستان باللون الأبيض الباهت  يصل إلى ركبتيها مرسوم على جسدها بمهارة ،وشال أسود من فرو الدب ،كما تركت شعرها منسدل يزينه بعض التموجات الطبيعة مع إستخدام البعض من المساحيق التجميلية البسيطة لإبراز جمال عيناها وشفتيها
فشاهدت تعابير وجهه ،وضحكت متقدمة منه وأردفت بالروسية:
_أليس من المفترض ان تكون هيئتي جادة؟

إبتسم ببلاهة ،ليقول باللهجة المصرية: 
_مكنتش أعرف أنك مجنونة.
إبتسمت بإندهاش من تغير لغته أمامها لأول مرة:
_ أول مرة تكلمني بالمصري.

مد ذراعه لها ؛لتضع يدها به ،وأعطى لها غمزة: 
_ده أنتي لسه هتعرفي حاجات الفترة الجاية عني هتصدمك.
قهقهت ،ووضعت يدها في ذراعه:
_أتمنى متكونش كوارث ،ومجرد صدمات وبس
وأردفت مستفسرة بملامح الإستغراب:
_  أنا هروح معاك ولا لوحدي.
أجاب بعملية:
_أنتي هتظهري  للناس وكأنك حبيبتي ،وبما أني شخصية معروفة في الحفلة دي، فمحدش هيقربلك بأي شكل، و هتظهري بعد كده بالشخصية اللي أنا وأنتي عارفينها.
فأضافت بإستفسار:
_طيب ليه اطلع معاك من الاول؟
ابتسم بخفة:
_ لازم تقابلي ،وتتعرفي عليهم واحد واحد ،وتندمجي معاهم عشان أنتي مش طول عمرك هتستخبي منهم، فلازم تكوني مستعدة، وتقدري تعتبري أن شخصيتك وأنتي حبيبتي فأر تجارب عشان متغلطيش بالشخصية السرية.
وأكمل بإبتسامة رجولية جذابة ،وهو يفتح الباب الجانبي لمقعد السائق لسيارته لها:
  _وبكده نكون قضينا على عدونا.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Where stories live. Discover now