-١٢- لم تكن: بل كان الواقع.

138 20 31
                                    

...
إن كان لديك سبب للعيش، فستتحمل كل شيء لأجل هذا السبب مهما كان.
...

لم تكن مزحة ثقيلة كما قال يونغي، بل كان الواقع ثقيل على كاهلنا لنتحمله، نحن يتم تسليمنا للعدالة الظالمة، و لم يستطع نامجون إنقاذ أحد سوى طفلا جونغكوك و أخته الحامل من تلك المعمعة التي نحن بصددها الأن مع كل اللاجئين لم يستطع حتى إنقاذ أبنه الذي أُخذ معنا

جميعُنا مقيدون في باخرة كبيرة؛ لكنهم وضعونا كلنا في غرفة صغيرة، و كان العدد كبير لدرجة أننا كنا متكدسين فوق بعضنا، و الأجواء حارة جدًا هنا نظرًا للتكدس

سنصل في خلال ثلاثة أيام، و لا نعلم ما هو مصيرُنا بالنهاية؛ لكن أعلم أنهم يُريدونني

أو على الأقل سيقتلوني، و يمثلوا بجسدي و يظلوا يقولون هذا الكلام المعتاد عني
تلك العاهرة التي يتلبسها شيطان يجعلها تعصى أوامرهم و الأرواح الشريرة تطوف من حولي، و تسيطر على عقلي، و كل تلك الخرافات التي تعبتُ منها

كانوا يضعونَ لنا طعام و شراب، و نحن نأكل لكن يدينا مُقيدة؛ لذا ننزل على الأرض و نأكل فحسب أو نشرب هكذا مثل القطط و الكلاب فهم يضعون الماء في أطباق
أما بالنسبة لمن يرغب في دخول المرحاض فكان يستأذن منهم، و يأتي أحد رجالهم يحمله من مكانه يرسله للمرحاض من ثم يعود ليرميه بيننا، و كان جيمين أكثر شخص فينا يطلب الذهاب إلى هناك كونه يعاني من السُكري

و سمعنا عن من أخذوهم للمرحاض و في الطريق قرروا رمي أنفسهم في البحر و الإنتحار قبل وصولنا.

كان أي شخص يحتاج دواء مُعين يعطونه ما يحتاج، فبالطبع لن يريدوا الظهور في هيئة قتلة من بعد المعاهدة الجديدة

كانت تلك الرحلة عبارة عن إذلال للنفس البشرية بكل ما تحمله كلمة إذلال من معاني

كل هذا حتى من قبل وصولنا لديڤيستويا أرضنا التي بتنا نمقتها هي و كل من فيها.

.
.
.

وصلنا بالنهاية من بعد ثلاثة أيام مباشرةً عند القلعة التي أصبحنا بداخلها الأن

"أنتم الأن هنا لنعيد تأهيلكم للعيش، و لمعرفة مقدار كل شيء من حولكم" حدثنا أحد الديڤونيون و كان يبدو شابًا متعصبًا لهم

"لما لا تحدثونا بوضوح بدلًا من تبديل الكلام للتلاعب بعقول الناس! هيا أخبرونا اننا هنا لنكون عبرة للبشر حتى لا يتمردوا عليكم" صرخت بهذا الكلام غير أبهة بأي شيء، فقد فاض بي الأمر رغم شعوري بمحاولة جميع من حولي أن يمسكوني

"أنسة روزين تمتلكين لسان يجب قطعه" قال هذا الغبي يقف أمامي ممسكًا بكتفي مع إبتسامة غبية تُزين وجهه

راقصني حتى نهاية الحُب |ب/ج|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن