الجزء الأول: الأطفال خلقوا ليكونوا سعداء

463 14 3
                                    

______🎀_____

خط بقدميه الصغيرين أول خطواته نحو تلك الروضة الجديدة ... كان ينظر حوله في ريبة و توجس ... يغالب خوفه من المستقبل الجديد الذي ينتظره في هذا العالم الجديد ... التفت خلفه ليجد تلك العيون تترقبه و تحثه على التقدم

... تمنى في تلك اللحظة لو يحمله و يقبله و يدخله و يعرفه على الجميع و يطمئن نفسه بكلمات لطيفة ... و لكنه ظل في سيارته يراقبه بنفس النظرات الباردة ... كيف له و هو ابن الخمس سنوات أن يفهم كل ما يحاوله هذا الشاب الثلاثيني أن يفهمه ... اعتمد على نفسك ... كن قويا .   لا تبكي ...كف عن الدلال ... لم يستطع أن يفهم كل هذا و لكنه لازال يحاول ...

استقبلته احدى المنشطات و أدخلته إلى قاعة بها كثير من الأطفال في عمره ... أطفال يعجون بالنشاط ..يضج صخبهم كامل الغرفة ...يضحكون و يلعبون و يتبادلون أحاديثهم البريئة ... باختصار يفعلون كل الاشياء التي لا يمكنه أن يفعلها ... ببرود مصطنع حمل نفسه و جلس في ركن بعيد عن الجميع ... و لم يحاول حتى أن يكلم أحدا ...

لاحظت شهد ذلك فاتجهت نحوه بابتسامة عريضة و قالت له بصوت رقيق : مرحبا يا صغيري انت جديد هنا.    ما اسمك ؟!! ...
لكنه تجاهلها و لم يجبها ..
استغربت شهد ردة فعله ... ثم أردفت : هذا وقت اللمجة ... يمكنك تناول لمجتك و اللعب مع الأطفال ...
مرة أخرى تجاهلها . ..

زادت دهشة شهد من تصرفات هذا الطفل فتركته و ذهبت إلى إحدى زميلاتها و قالت لها : ندى ... هل تعرفين الولد الصغير الذي جاء اليوم ... ؟

اجابتها ندى : أجل ... إسمه زيد .. يبدو أنهم انتقلوا مؤخرا إلى هذه المنطقة ...

- تصرفاته تبدو غريبة ... ألا تعلمين ماذا به ؟!
- لا أعلم .. و لكن لا بد أنه لم يتعود بعد على المنطقة ..لا تقلقي سيتعود و سيتأقلم قريبا ...
- هل يعلم الأطفال معنى التأقلم في جو به الكثير من الأطفال ؟؟!
- قد يحدث هذا ... لا تبالغي في قلقك ..بدأتي قلقك باكرا هذه المرة ...

- تعلمين أنني لا أحب رؤية أطفال يعانون ...
- أعلم هذا ...و شعارك في الحياة .. أن الطفل خلق ليكون سعيدا ...
قالت ندى ذلك ضاحكة من مبالغة شهد في عنايتها بالأطفال ... بينما كانت شهد قلقة حقا و تشعر أن هذا الطفل يحمل خلفه قصة طويلة ...

مر ذلك يوم و زيد على نفس الحال ...بينما لم تسئم شهد من محاولة إخراجه من عزلته .. و عند الساعة الخامسة و ربع قدم شخص لأخذ زيد ... أرادت شهد أن تلقي نظرة على هذا الشخص علها تستطيع أن تجد منفذا نحو حياة زيد ... و لكنها تفاجأت مما رأته ... كان شابا وسيما تغلب نظراته القسوة و البرود ... لم تكن تلك النظرات تلائم تلك الملامح ... فهمت حينها أن كل ما يحيط بزيد يجعله على تلك الحال ... كانت لا تزال تنظر نحوه عندما باغتتها مديرة الروضة و تدعى رانية بقولها مازحة: غظي بصرك ... فزعت شهد قليلا ثم استدارت و سألتها : ماذا تقصدين؟!! ... ضحكت رانية و هي تقول : ألم تنتبهي على نفسك كيف كنت تنظرين إليه ؟! ألست دائما من تعظ الأخريات؟!! ... احمرت وجنتا شهد لتبدوان كمرجين من الزهر الأحمر تحت عينين من العسل ... و قالت في تلكؤ : الأمر ليس كما فهمتي ...
- ما هو اذا ..
- - في الحقيقة ... أشفقت على حال زيد ...لا يبدو على ما يرام ... أردت أن أستفسر عن أمره و ظننت أن والدته قد تأتي لإصطحابه ...لكنني تراجعت عندما رأيت أن والده هو القادم ...
- إنسي الأمر ...والدة زيد متوفية ...
- - هكذا اذن ..مسكين زيد ... و لكن يمكننا أن نحدث والده في أمره ... اذا بقي هكذا فحياته في خطر ...
- إن والده ذو طبع صعب قليل ... قد يخرجه من الروضة إذا ازعجناه في أمور شخصية ...
- - ماذا تقصدين بأمور شخصية ... أليس من مسؤوليتنا أن نوفر للأطفال محيط مريح ...
- أنا أفهم صدق نواياك يا شهد ...لكنني تحدثت قليلا مع والد زيد عندما قدم ليثبت إجراءات دخوله للروضة ... لم يكن يحب الكلام عن شيء ...لم يعطينا حتى إسم والدة زيد و لم يخبرنا شيء عنه او عنها ... اكتفى بإعطاء رقم هاتفه لأي طارئ و رفض اي معلومة غيره ...
- - فهمت ... و لكنني سأحاول جاهدة أن أساعد زيد ...
- افعلي ذلك مادام في الروضة و لكن لا تحتكي بوالده او تخبريه بأي شيء ...
- - حسنا ... فهمت
انتهى ذلك الحوار عند ذلك الحد ...و لكن لم تختفي الحيرة من داخل شهد .... الآن هي تدرك أن زيد بحاجة لبعض المحبة و الحنان لم يمكن لأبيه أن يقدمهما له ...

 الآن هي تدرك أن زيد بحاجة لبعض المحبة و الحنان لم يمكن لأبيه أن يقدمهما له

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

بما أنها أول رواية انزلها يا ريت تشجعوني 😍🥰💜💜

أضيئي حياتي( مكتملة)Where stories live. Discover now