الجزء السابع عشر : حوار

170 10 0
                                    


__________🔘__________
ظلت شهد شاردة في ابتسامة إياد و في قلبها شيء يرفرف غمرها سعادة ... انتبه اياد لنفسه فابتعد عنها و استدار و جعل يمسح على لحيته و الارتباك يبدو أشد من سابقه ...

ذهب إياد إلى عمله ..و لكن ظله ظل يرافق شهد حيث تروح ... كانت في شوق شديد لعودته مساءا ...تتذكر كل لحظة معه و تبتسم لتذكره ... تمكن منها ذلك الشعور لدرجة جعلتها تتشوش و تفقد تركيزها على كل شيء ...

و بدا عليها الفرح عندما عاد ... فاستقبلته بابتسماتها كعادتها ... و جعلته يتناول عشاءه ... و بعد ان صلى تفاجأت شهد مرة أخرى عندما بادر إياد بالإنظمام إلى سهرتهم في غرفة الجلوس ...

كان يراقب تصرفات شهد مع زيد و كأنه يريد أن يتعلم منها كيف يعامله ...و لكنه لم يكن يريد أن يدلله ... و لذلك عندما نام زيد ... فاتح إياد شهد بموضوعه فقال لها بينما هما في غرفة الجلوس : ألا ترين أنك تدللين زيد كثيرا ...و هذا سيضره ...

كان يتحدث بهدوء على غير عادته ... سألته شهد في دهشة: ما الضرر في تدليله؟!
- سيكبر بشخصية ضعيفة ...لن يمكنه مواجهة مصاعب الحياة ...
- أنا أفهم وجهة نظرك ... و لكن الا تظن أن شعوره بالنقص سيجعله أضعف بكثير ...
- أليس من المفترض أن من يجد يدا داعمة له لن يمكنه الاعتماد على نفسه...
- قد يكون هذا صحيحا حينما يفوت الحد المسموح به
..و لكن صدقني أن من لا.يجد دعما في حياته لن يكون قادرا على مواجهة الحياة ...
نظر إياد إلى شهد نظرة غير مقتنع بفكرتها و سألها : هل وجدت انت الدعم في حياتك حتى استطعت مواجهتها ؟!..
تفاجأت شهد من سؤاله فسكتت لبرهة ثم أجابت: أنا ألح على دعم زيد لأنني أعلم جيدا قيمة هذا الدعم في الحياة ..

- و لكن أليس من الأفضل لو أنه واجه الحياة كما فعلت حتى يصبح قويا مثلك؟! ..
سألته في ذهول: هل تظن أنني قوية؟!
تحرج كثيرا و هو يجيب: أؤمن أن القوة ليست عضلات ... من يستطيع تجاوز أحزانه كما تفعلين لابد أنه قوي جدا ...

دمعت عينا شهد مما قاله و فاجأها ...فردت في حزن شديد : احتجت كثيرا حتى اصمد ...كدت افقد حياتي في كثير من المرات ...

تذكر إياد ما حدث و قد راوده الندم مرة أخرى ...لكنه لم يعقب على ذلك حتى لا يثيره مرة أخرى ... فسكت...

لكن شهد اردفت بعد حديثها : هل تريد ان يعاني زيد مما عانيته أنا ؟! لماذا تجعله يسلك الطريق الوعرة بينما أمامه طريق أسهل بكثير ...
- الحقيقة ... عندما توفي والدا زيد ادركت أنه لن يكون له احد بعدهما و أردت ان أعلمه كيف يواجه الحياة بنفسه و يكون قويا ...
- لكن ذلك جعله في حالة نفسية سيئة ...كان يمكن ان يكبر بشخصية معقدة او حاقدة ..
صدم إياد من ذلك و قال : ماذا تقصدين ...هل يحصل ذلك حقا ...

- لقد درست علم النفس و كان موضوع بحثي هو عن نفسية الاطفال اليتامى ...و كان هناك عنصرا في بحثي يتحدث عن هذا الأمر ...انت لم تكن تدرك ما يجري في داخل زيد ...كان يعاني كثيرا ... كان وضعه سيكون سيئا جدا لو ظل على هذه الحال ... ففي النهاية هو طفل و يستحق للمرح في حياته و يحتاج كثيرا للمحبة و العطف ...

أضيئي حياتي( مكتملة)Where stories live. Discover now