الجزء الرابع : أنا آسفة يا صغيري

196 12 0
                                    


__________🎀_________
7
في اليوم التالي غاب زيد عن الروضة و قبل أن تسأل شهد ... أخبرتها رانية أن والده قد اتصل و اخبرها أنه مريض و لن يأتي ... حزنت شهد لذلك كثيرا ... و لم يكن بيدها فعل شيء ...
و في جهة أخرى كان زيد يغالب كوابيسه و إياد يجلس بجانبه يراقبه بشيء من القلق ... رن جرس الباب ففتحه و إذا بها إمرأة في الخمسين من العمر ..كانت والدته خلف الباب تقف و القلق باد على وجهها ... دخلت مباشرة و اتجهت نحو غرفة زيد ... اقتربت منه بعينيها الدامعتين و جعلت تلمس وجهه بكفيها و تقبله في شوق و هي تقول : كيف حالك يا صغيري ... ما الذي يحدث معك ...
جاء إياد من خلفها وقال لها : لقد انخفضت حرارته الآن و بالكاد استطاع النوم قليلا دعيه يرتاح لا توقظيه ...
التفتت إليه و قالت له بنبرة غضب : ما الذي يحدث ..لما هو على هذه الحال ؟!! هل تهمله ...
- ماذا تقصدين بأهمله ... هل هو ذنبي أنه ضعيف؟!
- - كنت مخطئة عندما سمحت لك بأخذه ...كان يجب أن أعلم أنك ستدمره ... أنظر إلى جسمه الهزيل و وجهه المصفر ...لا أصدق أن حفيدي الوحيد يحدث معه ذلك ...
قالت ذلك و اجهشت بالبكاء ... أما إياد فكان مصدوما مما سمعه و رغم ذلك قال بنفس الهدوء : لا تفكري أن هذا حجة لتأخذيه مني ..لن أسمح بذلك ... تعلمين ذلك جيدا ...
تجاهلت سماح كلامه ثم عادت و جلست بقرب حفيدها و جعلت تضع عليه كمامات باردة و الدموع عالقة على جفنيها ...
و في المساء ..كان إياد يجلس في غرفته هائما في أفكاره حزين ...يضج عقله بالذكريات المزعجة و يشقها صوت والدته و هي تقول : كان يجب أن أعلم أنك ستدمره ...
أما في الغرفة المقابلة ...فقد عاد لزيد بعض النشاط و استيقظ من نومة ...فكانت جدته تطعمه الطعام و تمازحه و تحاول أن تزيل عنه التعب و الحزن الباديان على وجهه ... و عندما لاحظت أن لا شيء يجدي ...حملته و وضعته في حضنها و قالت له بصوت حان : اخبرني ما بك يا صغيري ... أعدك أن أساعدك ...
رد زيد بعد لحظات من التفكير : هل تحبينني يا جدتي ...
ردت في دهشة : بالطبع أحبك يا صغيري ... أنت أحب شيء إلى قلبي ...
خفض رأسه و قال : غير صحيح ... لا أحد يحبني ...
- لماذا تقول هذا ؟!! ...
- بكى زيد و هو يقول : الجميع يكرهني ... حتى الآنسة شهد ...
- مسحت دموعه و قالت : من هي الآنسة شهد؟!!
- - إنها آنستي في الروضة ...
- هل هي اخبرتك بهذا؟!!
- - كانت تحبني و لكنها لم تعد تحبني ... لماذا يا جدتي ؟!
احتضنت سماح حفيدها و جعلت تربت عليه طوال الليل إلى أن هدأ و نام ... فكرت كثيرا في ذلك اليوم أن تعلم ما قصة هذه الآنسة ... فذهبت إلى إياد و قالت له : غدا سآخذ زيد إلى روضته بنفسي ...
- هل أصبح بخير ...
- - أظن ذلك .. لذلك سآخذه إلى الروضة ...
- افعلي ما يحلو لك ...و لكن لا تفكري أن تأخذيه معك إلى منزلكم ...
- - سنتكلم في هذا فيما بعد ... اعطيني عنوان الروضة ...
قدم لها إياد عنوان الروضة ...

و في صباح الغد ...كان زيد يخطو خطواته نحو الروضة و يده تمسك بيد جدته التي ترافقه ... عندما رأته شهد شعرت ببعض الراحة و لكنها ظلت تراقبه من بعيد ...
كانت قسمات وجه سماح تبدو غاضبة و خي تسأل : من هي الآنسة شهد؟؟!
تقدمت شهد متفاجأة: أنا هي ...
تأملت سماح في الفتاة التي أمامها قليلا ثم قالت : هل يمكن أن نتحدث قليلا...
دخلت شهد مع سماح و برفقتهم رانية إلى المكتب .. و هناك تطرقت سماح نحو الموضوع بدون مقدمات: البارحة كان حفيدي حزين و نام طوال الليل يبكي و هو يردد إسمك و يقول بأنك تكرهينه ...لا أفهم كيف يمكنك أن تكوني قاسية مع طفل صغير كل هذه القسوة و هذا الأمر يدفعني أن أبحث عن روضة أفضل لتعتني بحفيدي و لا يكون فيها أمثالك ...
كلمات جعلت شهد تعجز عن الكلام ...لم تفكر أبدا في قسوة الكلام ... بل هالها ما سمعته عن زيد من معاناة ... لم تستطع الصمود فخرجت دون أن ترد بأي كلمة ... خرجت حيث زيد ...أسرعت نحوه و ضمته إليها بقوة و بكت و هي تقول : أنا آسفة يا صغيري ...لم أكن أعلم أنك حزين بسببي ...
بكى زيد لأول مرة أمامها و بين أحضانها ...
أما في المكتب فقد تمكنت رانية من تهدئة سماح و عندما أخبرتها كامل القصة شعرت سماح بالخجل مما قالته و تأسفت كثيرا و ذهبت لتعتذر إلى شهد ...و هناك رأت بعينيها تلك العلاقة بين شهد و زيد ... رأت زيد يردد لها : أنا أحبك يا آنسة شهد ...و شهد تشد في عناقه و تجيبه : أنا أحبك أكثر ...
اقتربت سماح و قالت لشهد : أنا آسفة جدا ...لم أكن أعلم الحقيقة و انفعلت في كلامي آسفة جدا ...
ابتسمت لها شهد و قالت : لا عليك ... ردة فعلك هذه طبيعية و أنا أقدر ذلك ...
بادلتها سماح الابتسامة و قالت : هذه أول مرة أرى زيد متعلق بشخص ... صدقي أنه لم يتعلق بي مثلما فعل معك ..
- أنا أيضا قد تعلقت به ... كنت حزينة جدا عندما اضطررت للإبتعاد عنه ...
- - دعك من إياد ... سأتصرف معه ..أنا حقا أشعر ببعض الراحة الآن لوجودك مع زيد ... أرجوك أن تعتني به جيدا و هذا رقمي اتصلي بي اذا ازعجك إياد ...

أضيئي حياتي( مكتملة)Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα