الجزء السادس عشر: ابتسامة

167 11 1
                                    


____🌱____
تراجعت شهد بضع خطوات ...و قالت و الدموع تملأ جفونها : إذا كنت تريد أبا ...يجب أن تكون إبنا .. و اذا كنت تريد قلبا رقيقا ...يجب أن تملك ذلك القلب ... أنا آسفة لأنني أردت إخراجك من الظلام الذي تعيشه ... أنا أيضا لا أتحمل الإهانات ...و ما تشعر به أشعر به ...فأنا بشر مثلك .. 

قالت ذلك و أسرعت خارج الغرفة دون أن تنتظر رده ...
ارتمت على فراشها تبكي بحرقة شديدة...شعرت أن جهودها ذهبت سدى و أن إياد قد عاد كما كان ... كشخص يحمل حملا ثقيلا أعياه فسقط به هكذا كان شعورها  ...

في ذلك الحين كان إياد مصدوما من نفسه ... أحس أن ضميره الذي ظن دائما أنه حي يسبب له العذاب اليوم لم يعد يحكم قلبه ... ظن دائما أنه يؤذي نفسه و لكنه عرف أنه يؤذي من حوله أيضا. . استلقى على فراشه يفكر في كل ما حدث ... يبحث في نفسه عن حل لكل ما يحدث ...

لم يخرج طيلة ذلك اليوم ... و في صباح الغد ... كانت شهد قد عادت لنشاطها ... و عادت لتكتسي. بإبتسامتها ... فكانت تمرح مع زيد و هي تعد له فطور الصباح ... خرج إياد من دون أن يصدر صوت ...و جعل يراقب شهد و هي في المطبخ ...

اذهله كيف تجاوزت حزنها بتلك السرعة ... كان مرتبكا جدا ... تقدم بخطوات متثاقلة و اتجه نحوهم ... ألقى التحية بصوت خافت و جلس على الطاولة و الارتباك باد جليا على وجهه ...

في البداية تفاجأت شهد من ذلك كثيرا فلم تتوقعه أبدا ...و لكنها بعد ذلك أظهرت له أنها تتجاهله ... قدمت له فطوره دون أن تكلمه او تظهر له ذات الاهتمام كما كانت تفعل ..و جلست تمازح زيد دون أي اعتبار لوجود إياد الذي كان يبدو منزعجا ...

أنهى الجميع فطورهم ... و أخذت شهد الأواني و جعلت تغسلها و ترتبها و خلال ذلك لاحظت أن أن زيد لم يعد قريبا منها فقد هدأ صوت مرحه من حولها، التفتت لتستكشف سبب ذلك فتفاجأت بإياد يقف وراءها و كان قريبا بشكل جعلها تصطدم به ..

تراجعت خطوة قصيرة للوراء كانت تفصل بينها و بين حوض المطبخ و بدا عليها أنها مرتبكة جدا تجول ببصرها بعيدا عن عيني إياد عكس ما تفعله عادة ...

تكلمت بصوت مرتجف : ماذا تريد؟!
كان ينظر إليها بعينين حزينتين ...فقال لها: أنا آسف ...

تفاجأت شهد كثيرا ...لم تتوقع أن تسمع تلك الكلمة منه أبدا ... لم تقل شيئا لكن إياد أردف : لقد اخطأت في حقك ...و كل ما قلته كان صحيح ... أنا حقا أفقد السيطرة على نفسي عندما أغضب ... أرجو أن لا تؤاخذيني بذلك ...

كانت تنظر له في صدمة شديدة ... و ما لبثت أن هدأت و ابتسمت و أجابت: لا بأس ... أتفهم ذلك ...

ذهل إياد من سرعتها في العفو ...و من دون أن يدرك نفسه ...بادلها نفس الابتسامة ... فكانت تلك أول مرة يبتسم فيها إياد ...فلم يكن بإمكان شهد تجاهل ذلك ...

فلم يكن بإمكان شهد تجاهل ذلك

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
أضيئي حياتي( مكتملة)Where stories live. Discover now