الجزء الثامن عشر : زواج غير اجباري

172 10 0
                                    


______&______
ثم أردفت سماح ... كنت قلقة بشأنه بعد رحيله .. ماذا حل به؟!
اطرقت شهد تتذكر ما حدث ثم أجابت: أظنه بخير ...
- أين هو الآن؟!
- إنه نائم ...
دخلت سماح غرفة إياد ..فتفاجأت أنه كان نائما و بجواره زيد ... كان يضعه قريبا منه كأنه يحضنه إليه ...

ابتسمت و غادرت الغرفة و هناك قالت لشهد : لا أصدق ما رأته عيناي ...
- ماذا تقصدين؟!
- إياد و زيد معا و في وضع يشبه وضع الأب و ابنه ... هذا رائع ...
- صحيح ...رائع ..
- كل ذلك بفضلك ...
- كله من فضل الله ...
- اليوم انا مطمئنة أكثر ... سأدعو الله في كل صلاة أن يسعدكم ...
- هذا كل ما نحتاجه يا خالتي ...حفظك الله ..

قاطع ذلك الحوار صوت إياد قادم يفرك عيناه الناعسة : أنت هنا ؟!
التفتت سماح و ابتسمت له : أجل ... كيف حالك يا بني ...
بادلها الابتسامة و هو ينظر نحو شهد بينما يفرك شعره بهدوء و رد : بخير ..
دمعت عينا سماح و هي ترى ابتسامة ابنها امامها بعد ثلاث سنوات من غيابها و أجابت : أشعر أن الحياة عادت لي أخيرا ...

جلس إياد بجانبها دون التطرق لأي موضوع ...
لحظات و لحق بهم زيد بمرحه المعتاد ... اقترب زيد من شهد و قال لها و هو يشد على ثيابها : ماما أريد أن ألعب كرة القدم ...

استغربت شهد طلب زيد و قالت له : ما الذي خطر لك هذه المرة يا زيد ...
- كنت أشاهد مسلسل كرتون عن كرة القدم و رأيت في الحلم أنني ألعب الكرة .. أريد أن ألعبها أرجوك ...
- لكن يا حبيبي لا تستطيع لعب الكرة في المنزل هذا خطير ...
حزن زيد كثيرا و لكنه بدا متفهما و هم مغادرا .. لكن إياد التقطه قبل أن يغادر و أجلسه في حضنه و قال له بهدوء : صحيح كلامها ... هناك نوادي للكرة سأسجلك فيها و سآخذك لتلعب الكرة كل عشية سبت ...

تفاجأ كل من شهد و سماح و ابتهج زيد بذلك كثيرا فقفز و عانق إياد بعفوية رفرف لها قلب إياد و لم يقاوم ذلك العناق فبادله إياه ..

مرت أيام ... كان إياد فيها يبدو مرتاحا بعض الشيء ... كان يحاول خلال هذه الأيام أن يحسن علاقته بزيد ... فكان يعامله بلطف أكثر و يحقق له رغباته و يعظه و يعلمه ما عليه فعله بلطف ... فعل كل ذلك بعد أن نصحته شهد بذلك ... و لاحظ كثيرا كيف كان زيد سعيدا جدا بتلك المعاملة ...لكن خوفه من المستقبل لم يزول أبدا ...

لازال يفكر باللحظة التي يعرف فيها زيد حقيقة ما حدث ... كيف ستكون ردة فعله ...هل سيسامحه ام يهجره ؟! ... و لكنه قرر أن يحاول عيش فقط ما يبديه له الحاضر و أن يترك المستقبل يأتيه بما شاء له الله ...

هكذا تحرر إياد من هاجس المستقبل ...فكيف يستطيع التحرر من هاجس الماضي ...

كان يوما غريبا ... لم يخرج إياد من غرفته ذلك اليوم ابدا ...و لم يكن يرد حتى على إلحاح شهد ...فجعلها ذلك تقع في حيرة من أمره ... و لم تستطع أن تتوقف عن التفكير فيه ... ظلت هكذا حتى بعد أن حل الليل ...

أضيئي حياتي( مكتملة)Where stories live. Discover now