الجزء التاسع : رشة حنان

194 11 2
                                    

مرض اياد ..
اعتناء شهد به ..
________🌟________
كان إياد في غرفته لازال يتخبط في غضبه ... تذكر كلمات شهد كأنها السكين التي تعيد فتح الجرح الذي لا يزال ملتهبا ... ثم تذكر ما فعله بها ... ضرب بقبضته على الحائط ...
كانت في المطبخ تعد طعام الغداء عندما سمعت صوت باب الغرفة يغلق ... اطلعت عليها فإذا به إياد يخرج من غرفته و يبدو من هيئته أنه سيخرج إلى مكان ما ... ترددت قليلا ثم ذهبت إليه ...وقفت أمامه ثم قالت بهمهمة بالكاد يسمعها : هلا تسمعني قليلا لو سمحت ؟!
وقف ينظر لها بحنق و لم يرد ... فواصلت كلامها قائلة : أظنني تجاوزت في الحديث معك حدودي ... أنا آسفة جدا ...
نظر إياد إلى ذراعها و هو يتذكر ما فعله بها ...فإذا بآثار أصابعه اشتدت و مال لونها نحو الأزرق ...لم يجبها و إنما تركها و غادر ... حاولت شهد تمالك نفسها و عادت لتواصل عملها ...
مر اليوم كاملا و لم يعد إياد بعد ... أما شهد و زيد فكانا يقضيانه معا في مختلف النشاطات ...
مرت أيام على نفس الحال ... لم تكن شهد تعلم ما يفعله إياد ...و كان يشغل بالها أنه لم يكن يأكل شيئا في المنزل ... ثم عاد إياد إلى عمله ...و رغم أن شهد كانت تستيقظ باكرا لتجهز له فطور الصباح لم يكن يتناول منه شيء ... و لكن صباح ذلك اليوم لم يخرج إياد من غرفته ... حتى إنها لم تره يخرج للصلاة فجرا كما يفعل دائما ... شعرت شهد بالقلق كثيرا و لم تدر ما تفعل فجلعت تروح و تجيء أمام باب غرفته حائرة بين غضبه او مكروه يصيبه ... ترددت كثيرا و لكنها في النهاية اختارت ان تتحمل غضبه على أن يصيبه مكروه ... فتحت الباب على مهل و اطلت منه بهدوء فلاح لها إياد ممددا فوق السرير ... دخلت متمهلة ثم اقتربت و هناك فزعت من حالة إياد التي كان عليها ... كان يتصبب عليه العرق و يتنفس بسرعة ... حاولت ايقاظه و لكنه لم يستجيب ... ارتعبت من حاله اكثر ...وضعت يدها على جبينه فعلمت أن الحمى قد أخذت نصيبها منه ... لم تدر ما تفعل ... ظلت لدقائق عاجزة عن التصرف ... ثم تذكرت رانية ..اتصلت بها فدلتها على رقم طبيب فاتصلت به فورا ... جاء الطبيب و فحص إياد ... ثم قدم له إبرة و قال لشهد : ستنخفض حرارته بعد هذه الإبرة لكنه يحتاج بعض العناية و الغذاء لأن جسمه يبدو ضعيف ... و عندما يستيقظ يجب أن يذهب للمشفى و يجري بعض الفحوصات لأن الحمى كانت شديدة و أخشى أن تكون لها مضاعفات أو أسباب ...
قلقت شهد كثيرا مما قاله الطبيب ... و لكنه طمئنها و قال لها : لا تقلق كل شيء سيكون بخير ..
بقيت شهد بجانب  إياد ..و جعلت تبلل ضمادات و تضعها على رأسه و بطنه و تدعو الله أن يشفيه ...
ثم بدأ إياد يهذي أثناء غيبوته و يردد : زيااااد ... جنى .. أنا آسف ... زياااد ... أخي عد ارجوووك ... جنى اين انت .. زيااااد ... جنى ..
اشفقت شهد أكثر على حال إياد ...شعرت بالندم اكثر على ما قالته له لأنها أدركت أكثر أنه يعاني كثيرا ...
أرادت أن تزرع فيه بعض السكينة فوضعت يدها على رأسه و جعلت تتلو من آيات القرآن ...
و بينما هي على تلك الحال دخل عليها زيد قلقلا و لازالت عيناها شبه مغمضتان من النوم ...
- ماما ما الذي يحدث؟!
أشارت له بأن يخفض صوته و قالت بصوت هامس : حبيبي إن والدك مريض ...يجب أن يرتاح ...
اقترب منهما بصمت و بدأ يتأمل حالة إياد...ثم التفت إلى شهد و سألها هامسا : هل سيكون بخير ...
فهزت رأسها بنعم ...ثم عادت لتضع له الكمادات ...
كانت حرارته قد انخفضت بشكل ملحوظ ...و عاد له وعيه و بدأ يستيقظ من غيبوبته ... فتح عينيه ببطء و بدأت تتضح له الصورة ... لاحظ القلق في وجهي شهد و زيد و هما ينظران نحوه ... ثم سمع صوت زيد يسأل شهد: لقد فتح عيناه ...هل هو بخير؟! ..
فيسمعها تجيبه : نعم هو بخير ...
ثم يبتسمان ... أبعد إياد الكمادات عن رأسه و حاول النهوض لكنه لم يستطع ... ثم قال بصوت ضعيف : ما الذي تفعلينه هنا ...
لكنها لم تجبه ...و رآها تخرج ..ثم تعود بعد عدة دقائق تحمل في يدها طبقا به صحن حساء ... قدمته له و قالت له : تناول هذا أرجوك ..
ابعده عنه و قال : خذيه من هنا ...لا أريد شيئا ...
فاقتربت منه و قالت بهدوء : الطبيب أخبرني أن جسمك ضعيف بسبب عدم التغذية ...انت بحاجة للطعام أرجوك تناوله...
- قلت لك ابعديه عني ...و اخرجي من هنا أريد أن أرتاح ...
لمعت عينا شهد بدموع تكتمها و قالت : أنت تخاطر بنفسك ... ستموت على هذه الحال ... أرجوك من أجل زيد كن قويا لا يمكنه أن يخسرك أنت أيضا ..
نظر إياد نحو زيد ... لاحظ نظرات القلق في عينيه ... فحمل الطبق و بدأ يتناول منه على مهل ... و فرحت شهد لإستجابته أخيرا ...

أضيئي حياتي( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن