الجزء الرابع عشر: أمل و نبض قلب

179 12 0
                                    


______&______

نهض إياد من مكانه قاصدا الصلاة دون أن يكلمها كلمة . .و لكن هذه المرة لم يبدو عليه اي انزعاج ...بل كإن قسمات وجهه قد ارتخت و ظهر عليها بعض الارتياح ... و قبل ان يغاد قالت له شهد : هذه فرصتك ... ستقف بين يد الله ... ادعوه بما تريد ... سيجيبك صدقني ...
و رغم أنه لم يخبرها بأنه سيفعل و لكنه فعل ...
استلقى كل منهما في غرفته ... و كل تفكيره في الآخر ... غيرت تلك الليلة الكثير من الاشياء بينهما ... فتحت باب الأمل في وجه إياد ... و بابا آخر في قلب شهد ... بابا لم تدركه بعد ...

في الصباح ... عادت شهد لنشاطها كالعادة ... و أعدت الفطور للجميع ...
كان نائما مرتاحا و شعر بالنور يلفح وجهه ... ففتح عينيه على مهل ... قابلته شهد بإبتسامة رقيقة و قالت له : كفاك نوما ... إنه يوم عمل ...

نظر إياد إلى الستارة التي فتحتها شهد و تأمل في ذلك النور ...شعر في تلك.اللحظة أنه ليس النور الذي يراه كل يوم ... و لكنه كان نورا مريحا ...
نهض إياد من مكانه ...و هم بالمغادرة ... اعترضت شهد طريقه و وقفت أمامه ... و قالت مثبتة نظراتها في عينيه ... انها طريقتها لترسخ أفكارها في من أمامها : ستتناول الفطور معنا ... أليس كذلك ...
لم يستطع أن يجيبها ... و لكنها ألحت عليه : سننتظرك على المائدة لا تتأخر ...

قالت ذلك ثم غادرت ... و عادت إلى المطبخ حيث كانت سماح تجلس حزينة لا تدر ماذا ينتظرهم ...و زيد مرحا كعادته ... لم تنهي شهد تجهيز المائدة و جاء إياد ... ألقى تحية الصباح و جلس معهم وسط ذهول سماح ...
قدمت شهد لإياد فطوره ... فتناوله دون إعتراض ...فزادت دهشة سماح و لم تفهم شيئ أو ما حدث ...

كان زيد يأكل طعامه بشهية متناسيا وجود إياد فقال دون تفكير : ماما اعطيني شكوكولا ..
ثم انتبه من زلته و خاف من غضب إياد ... خاف أن يصرخ به لأن يأكل أشياء منعه عنها و فوق ذلك لا يزال ينادي شهد بماما ...
ظل زيد ينظر لإياد لوقت طويل ... و لا تزال سماح على نفس حالها ... لم يكن إياد يبدو منفعلا و عندما لاحظ نظرات زيد قال له بهدوء : لا تكثر من تناول الشوكولا ...قليلا فقط ...

قال ذلك و هو يمسح فمه و يهم بالمغادرة ...
اتسعت أفواه الجميع ... إبتسامة من شهد ...و دهشة من زيد و صدمة من سماح ...
غادر إياد و للعمل ... و لم تزل سماح لم تأكل شيئا من طعامها ...

نظرت شهد إلى وضع سماح ...فأيقظتها من شرودها قائلة : تناولي فطورك يا خالتي ...
انتبهت سماح على نفسها ... و قبل أن تتكلم بشيء فاجأتها شهد بطلب لم تتوقعه أبدا: خالتي ...هل يمكن ان تعطيني رقم إياد ...
زادت دهشة سماح أكثر ...

و لكنها أدركت نفسها قبل ان تغرق في شرودها مرة أخرى و قدمت لها الرقم ... فأخذته شهد ثم جلست بجانبها و حملت هاتفها و انكبت عليه ...

كان جالسا في مكتبه... يعمل بنشاط و يحاول بكل طاقته نسيان ماضيه ... كانت الذكريات متحالفة ضده ...و لكن ظل يحاربها بقوة حتى كادت ترهقه مرة أخرى ... في تلك اللحظة رن جرس الهاتف معلنا عن رسالة ... أخذ الهاتف فإذا به رقما غريبا ... فتح الرسالة فقرأ :" اترك الحانك القديمة الى الغد ربما الشروق سيجدد العهد بنوع اخر غير الذي تعودت سماعه" ... أدرك حينها صاحبة الرسالة ... هذه الرسالة عززت من نفسه و شعر ببعض الطاقة تدب داخله ... وضع الهاتف ثم استدرك أمرا فعاد و حمله مرة أخرى ...و إذا به يسجل الرقم عنده ... و لم يكد يضع الهاتف حتى وصلته رسالة أخرى

...فتح فقرأ :" ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻧﺸﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ
.ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ، ﺛﻢ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺑﻮﺍﺑﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻐﻠﻘﺔ .
ﺛﻢ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ
.ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ"

...كان لا يزال يفكر فيما يقرأه عندما لحقت رسالة أخرى :" ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻮﺗك
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ
ﻣﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ
ﺑﻘﺎءﻙ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻚ،

... استشعر إياد الكلمات و شعر ببعض الأمل يدب داخله ...
كانت شهد منغمسة مع الهاتف .... غير ملاحظة لنظرات سماح لها ... انهت شهد رسائلها ...فوضعت الهاتف و عندها انتبهت لسماح ... فسألتها بهدوء : ما الأمر يا خالتي ...
خفضت سماح رأسها و سألتها بحزن: ماذا قررتي ؟! ...
- عن ماذا؟!
- عن وجودك بهذا البيت ...
استجمعت شهد كلماتها ثم امسكت يد سماح بلطف و قالت لها : إنه خطئي أنني كنت مهملة و لم أدرك ما يعانيه إياد ... صحيح أن إياد لا يعتبرني زوجته و لكنني سأفعل ما بوسعي من أجله ... لا اعدك بالنتائج لكنني اعدك بأن لا أقصر ...

سرت سماح بما سمعته و غمرتها البهجة و شدت على يدي شهد و قالت : ألا ترين أن النتائج بدأت تظهر ؟! ...
- ادعي الله يا خالتي ...صدقيني لن يتغير شيء إذا لم يكن الله معنا ...
- الله يهدي حاله و يريح باله يا رب ...
- آمين ...

طوال ذلك اليوم كانت شهد تقوم بعملها و ذهنها عالق في ذلك الحضن ... لم تكن قادرة على محو تلك الذكرى من تفكيرها ... كلما مرت الصورة في ذهنها دق قلبها بسرعة ... حتى رائحة عطره كانت لا تزال عالقة بأنفها و لا تشم غيرها ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أضيئي حياتي( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن