الجزء الثاني:يد ناعمة و حضن دافئ و قبلة حانية كسروا الظلام

221 10 0
                                    


______🎀______

في صباح اليوم التالي ... لاحظت شهد أن زيد كان يقف قريبا من باب الروضة و ينظر إلى خارجها بحزن ... اقتربت منه و قالت بصوت حاني : ما الأمر يا صغيري ؟!
تأملته قليلا كانت تبحث في تعاليم وجهه الصغيرة عن سطور تحكي ما يخالجه ... بدت عيناه كأنها تحارب الدموع و تكبتها ... و ما إن أحس بقربها حتى تغيرت ملامحه و اكتست بالبرود ... تذكرت في تلك اللحظة نفس النظرات التي رأتها بالأمس ... كانت لوالد زيد ... عندها فكرت في أن تبدأ بمحو تلك الأفكار عنه ... ضحكت شهد بالصوت و هي تربت على كتف زيد و تقول : ما هذه النظرة يا رجل ... تبدو مخيفا ..
اندهش زيد كثيرا مما قالته شهد ... و بدا كأن ذاكرته تعود به إلى شيء من الماضي ... هم بالمغادرة لكن شهد أمسكته من كتفيه برفق و قالت بصوت هادئ: ستكون جميلا لو تبتسم ...و سيحبك الجميع ...
نظر زيد إليها في دهشة و لكنه لم يستطع أن يقول شيء ...
أما رانية فقد اقتربت من شهد بعد أن رأت ما حدث و قالت لها : يبدو أنه ما تفعلينه لا يجدي ...
ابتسمت شهد و قالت في ثقة : ما تعلمه في سنوات لن تمحوه بضع دقائق و لكن سأفعل ذلك خلال أيام قليلة ...
- تبدين واثقة من نفسك ... كيف تضمنين هذا ...
- إنها روح طفل بريء و سينتصر النور على الظلام بسرعة لأن روح الأطفال تحب النور و ترتاح فيه ... ثم لا تنسي أنني درست علم النفس و هذا سيساعدني ...
ربتت رانية على كتف شهد و قالت بابتسامة عريضة : أنا أيضا أثق بك ...و سعيدة أنك تعملين معنا ...
و في اليوم التالي ... كان جميع الأطفال يلعبون في قاعة واسعة ملونة و بها كراسي و طاولات في كل الألوان ... دخلت عليهم شهد في مرحها المعتاد تحمل في يديها علبة كبيرة وضعتها على الطاولة و قالت في ابتهاج : مرحبا يا صغاري كيف حالكم اليوم ...
رد الجميع في صخب و فرح ...بينما كان زيد لا يظل يجلس في ركن في آخر الصف و لا يتفاعل ...
صفقت شهد بمرح و قالت : استمعوا إلي ... اليوم سنقيم حفلا للترحيب بصديقنا الجديد زيد ...و سنأكل الحلوى و نشرب العصير و سأعطي الجميع هدايا ...
سعد الاطفال بذلك كثيرا و هللو و ضحكو بينما كان زيد لم يستوعب بعد ما سمعه ... اجتمع الاطفال فقدمت لهم شهد الحلوى و العصير و أعطت لكل فتاة عقدا جميلا لا يختلف الواحد عن الآخر إلا باللون بينما قدمت لكل طفل ساعة تحمل شكل بطل من أبطال مسلسلات كرتونية يحبها الأطفال ... و عندما انتهت من تقديم كل ذلك ذهبت إلى زيد و جلست أمامها بنفس الابتسامة و المرح و قدمت له علبة عصير و قطعة حلوى و قالت له : تناول هذا إن الحفل لك ...
نظر نحوها و قال : هذه الأشياء تضر بالصحة و لا آكلها ...
ضحكت شهد و قالت : جربها هذه المرة إنها لذيذة ...
بدا على زيد التردد و قال بصوت حزين : سيغضب أبي مني إذا علم بذلك ...
زاد ما قاله زيد من شكوك شهد و لكنها لم تتراجع و قالت : لا أحد سيخبره ...

مد زيد يده الصغيرة و أخذ قطعة الحلوى و فتحها ثم تناولها بشيء من التوجس و الحماس معا ...بينما كانت شهد تراقب كل ذلك و تفهمه بكل تفاصيله .. لاحظت شهد من خلال عينيه كيف كان سعيدا بذلك ... فسألته : ما رأيك ... أليست لذيذة ؟!!
هز زيد رأسه موافقا و لكنه بدا كأنه نادما ...لكن شهد هدأت من روعه و قالت له : انظر إلى أصدقائك ..الجميع يأكلون هذه الحلوى و هم مستمتعون ... إذا استمتعت مثلهم ستجد طعم هذه الحلوى ألذ بكثير ...
سألها في حيرة : كيف استمتع ...
حزنت شهد من تلك العبارة و قالت : يعني لا تفكر في شيء تناول الحلوى و أنت سعيد بها ...
لم يبدو أنه فهم كثيرا ... عندها امسكت يديه برفق و قالت : لا عليك يا صغيري ... فقط افعل ما تريده ...انا اعلم انك تريد الحلوى كلها و لا تفكر في شيء ...
في تلك اللحظة تغيرت ملامح زيد و اصبحت اكثر وداعة ...و لكن لازال على نفس عزلته و صمته ... و في المساء عندما نادى الحارس اسم زيد ليخرج للعودة مع والده ... اقبلت نحوه شهد ... حملته و رفعته إليها ثم قبلته و احتضنته و همست في أذنه : الليلة أريدك أن تحلم بالأشياء الجميلة التي تحبها و لا تخبر أحدا بذلك غيري و سنحقق هذه الأحلام معا ... ثم ابتسمت و وضعته بينما كان لا يزال متفاجئ مما فعلته ...و خرج عائدا إلى منزله المظلم ... في تلك الليلة تذكر زيد كلام شهد ... و رغم وحدته و الظلمة المحيطة بالغرفة استطاع أن يتخيل أشياء يحبها ... كان لا يزال يحاول أن يستجمع كل رغباته حينما دخل عليه إياد ... و قال له بنبرة الجليد : لما لا تزال لم تنم بعد ... غدا ستذهب للروضة يجب أن تنام ...
نهض زيد من مكانه و نظر إلى إياد نظرة غريبة تفاجأ منها كثيرا فسأله : ما بك؟!! .. لكنه لم يجبه ..
و في صباح الغد ... كانت شهد تنتظر على أحر من الجمر قدوم زيد ...لكنه لم يحضر ...انتظرت مجيئه لوقت طويل لكنه لم يأتي ..فقلقت عليه و ذهبت بسرعة إلى رانية كي تتصل و تطمئن عليه ...و عندما فعلت ذلك علمت أنه مصاب بالحمى و لن يستطيع المجيء ..

و عندما فعلت ذلك علمت أنه مصاب بالحمى و لن يستطيع المجيء

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

💜💜💜💜💜

أضيئي حياتي( مكتملة)Where stories live. Discover now