الجزء الخامس: تزوج شهد

202 16 0
                                    


اتفق كل من شهد و سماح ...  غادرت سماح بعد أن تركت زيد في عناية شهد ..
و في المساء و عندما عاد إياد من العمل ... جلست معه سماح و قالت له :
- غدا سأعود إلى بيتي ..
- أجابها ببرود : مع السلامة ..
- في تلك اللحظة مرت بذاكرة سماح صورة من الماضي كان فيها إياد يمازحها و يحضنها فشعرت بالحسرة ...و ما لبثت أن تجاهلت هذا الشعور و اردفت : سأترك زيد عندك و لكن بشرط ...
- - الأمر لا يحتاج شروط ففي كل الأحوال سيبقى معي .. و لكن يمكنك ان تتكلمي بما تريدين ...
- لا تبعد زيد عن الآنسة التي في الروضة ...
- - ليس لدي مشكلة معها و لكنها تعلمه أشياء غبية و هذا ما أرفضه ...
- إنه طفل ... دعه يعيش هذه الفترة ثم علمه ما تريد ...
- - لن يجد الوقت لتعلم ذلك إذا فوت هذه الفترة ...
- لن أجادلك أكثر ...و لكن أحذرك  أن تتعرض لعلاقة زيد بتلك الآنسة ..و إلا سأضطر لأن أتعامل معك قانونيا و آخذ منك زيد ... لا أتحمل أن أراه على حالة البارحة مرة أخرى ...
- سكت إياد كتعبير عن الغضب الذي يعصف بداخله ...
- ثم أردفت سماح : سأعود الأسبوع القادم لأطمئن على زيد ...ولا أظنك تستطيع منعي ...
- و لم يرد عليها حتى هذه المرة ...بل اكتفى بالمغادرة ..
- أما سماح فكان رأسها مليء بالأفكار ...
- منذ تلك الحادثة المشؤومة لم تذق هي و لا احد من عائلتها طعم السعادة ... قلبها كان على زيد الذي يعاني في عمر كان يجب ان لا يعرف فيه سوى المرح ...و على إياد الذي انقلب حاله و يئست من عودته للحياة ...
- أما هذه المرة تبدو الأمور أفضل بقليل ... ظهرت هذه الفتاة في حياة زيد لتزيل عنه أحزانه و تعلمه كيف يعيش ... فليتها تستطيع أن تؤثر على إياد مثلما أثرت على زيد ...
- بدت كل تلك الأفكار بعيدة المنال عنها ...فنفضتها عنها ...
- في الغد عادت سماح إلى منزلها ... و قصد زيد الروضة في سرور غير معتاد ...أما إياد فكان يفكر في طريقة ليبعد بها شهد عن زيد ... و هذه المرة أيضا التقى بها عند باب الدخول ...
- و قبل أن ينزل زيد قال له إياد : لا تصدق كل ما تقوله تلك الآنسة ...انها كاذبة ..
- شعر زيد بالغضب و نزل مسرعا من السيارة و أسرع نحو شهد فاحتضنها ثم نظر نحو إياد نظرة تمرد ... همت شهد بالدخول لكن إياد أوقفها بصوته قائلا : توقفي لحظة ...
- توقفت شهد بينما نزل إياد من السيارة و اتجه نحوها  ...فكان زيد يقف خلف شهد كأنه يحتمي بها مما زاد من إزعاج إياد أكثر ...
- قال لها : اذن انت التي تملأ رأس ابني بالغباء ...
- اندهشت شهد من وقاحته و ردت محاولة كتم غضبها : عفوااا؟!
- - لن أطيل معك الحديث ... فقط أريد أن أحذر مما تعلمينه لابني ...لا أريد أن تضيع جهودي بسبب حماقاتك ...
طلبت شهد من زيد أن يدخل و ستلحق به ... ثم التفتت إلى إياد قالت له بهدوء و على وجهها ابتسامة مستفزة : إنه لشيء عظيم هذا الذي تبذل جهدك لتعلمه إياه ...
- هذا شأني فيما سأعلمه ...
- - هل أنت حاقد عليه ؟؟ هل تريد تدميره حد الموت؟!!
برزت عروق يد اياد و هو يحاول كتم غضبه ..
و قبل ان يقول اي شيء ... قالت له شهد : إن نفسية زيد متدهورة و كنت أعلم أنك السبب ...و لكن و أنا أراك اليوم اعتقد أنك أيضا بحاجة للعلاج ...
و لم تترك له المجال ليرد عليها و دخلت الروضة ..فكانت تلتقط أنفاسها محاولة تماسك نفسها ...

أضيئي حياتي( مكتملة)Where stories live. Discover now