الجزء الثامن : بداية سيئة

180 12 0
                                    

انا اعتبرك غير موجودة ... فحاولي أن لا تذكريني بغير ذلك ...
*****
لا عجب أن والدة زيد لم تتحمل العيش معك...
_____°•°•°•°_____

لحظات مرت ليدخل بعدها إياد بوجهه المتجهم ... دخل من دون تحية ولا حتى أن يلتفت نحوهم ... اتجه مباشرة نحو آلة القهوة و صنع لنفسه قهوة ثم استدار ليعود ... لكنه لم يستطع أن لا يلاحظ مظهر شهد ... كانت شهد تنظر له في استغراب من تصرفاته ...و كان إياد ينظر لها في دهشة من جمالها ... لطالما كانت تختفي وراء الحجاب فلم يكن يدرك أنها بهذا الجمال ... و لكن ما لبث أن عاد إلى طبعه و اكتسى وجهه بالعبوس مرة أخرى ثم غادر ...و قبل أن يخطو آخر خطواته خارج المطبخ .التقط سمعه صوت زيد و هو يقول : ماما زيديني جبنا ...
استدار إياد بسرعة و قال بصوت غاضب موجها كلامه لزيد : ما الذي قلته؟!!
ارتعب زيد من نبرة إياد و لم يستطع أن ينطق بحرف ...لكن إياد اقترب منه أكثر و ضرب على الطاولة بقوة و قال له صارخا: إياك أن تعيد ذلك مرة أخرى ... ليس لك سوى ام واحدة ...و لن تكون هذه أما لك ...
انفجر زيد باكيا فحملته شهد و بدأت تهدئ من روعه ..ثم التفتت إلى إياد و قالت : لما كل هذه القسوة ... ألا ترى أنك تخاطب طفلا صغيرا ... هل تعي هذا؟!!
نظر نحوها في سخط و أجابها : هذا ليس من شأنك ... انا اعتبرك.غير موجودة ... فحاولي أن لا تذكريني بغير ذلك ...
صدمت شهد من طريقته في احتقارها ...و شعرت بالإهانة مما قاله ...لكنها لم ترد اظهار ضعفها أمامه ...: اطمئن ...لست أنوي أن أحل مكان أحد ...و لا يعنيني وجودك أيضا ...و لكن زيد يعنيني و إن كنت تخطط لتدميره فلن اسمح لك ...
ثم استدارت و قالت بصوت مسموع و هي تحدث نفسها : لا عجب أن والدة زيد لم تتحمل العيش معه ...
سمعها إياد ...
فاشتد غضبه...اقترب منها و أمسك ذراعها بقوة و قال و هو يشد على اسنانه من الغضب : كلام كهذا قد يكلفك الكثير ...لا تضطريني لتصرف لا يعجبك ...
شعرت شهد بألم في ذراعها فقالت بصوت متقطع : اترك يدي ...انت تؤلمني ...
لكنه ظل يشد و يشد على ذراعها و في رأسه تتردد كلماتها ... و لم يشعر بما يحدث إلا عندما صرخت شهد بقوة من شدة الألم ... و حالما تركها وقعت شهد على الأرض و ضلت تمسك ذراعها متألمة ... نظر إليها فلاحظ أثر أصابعه ... فتركهم و غادر ...في حين ارتمى زيد في أحضان شهد قلقا عليها ...
لم ترد شهد أن تجعل كل ذلك يؤثر في زيد ... فمسحت دموعها و ابتسمت له ثم قالت بصوت رقيق تخفي به المها و حزنها : أنا بخير لا تقلق ...
ثم نهضت من مكانها و قالت له : ما رأيك أن نتعلم تنظيم غرفنا اليوم ...
لم يفهم قصدها ...فاردفت : سنرتب غرفتك معا ..ما رأيك؟!!
هز برأسه موافقا ثم ابتسم ...
قضى كل من شهد و زيد اليوم يرتبان الغرفة ...
و بينما كانت شهد تحاول التخلص من الاشياء التالفة عثرت على ألبوم صور .. قلبته بين يديها ...
كان هناك صور كثيرة ... كان بكثير منها إياد يحمل طفلا بين يديه و يبدو سعيدا ... و كان هناك شاب و فتاة يظهر في كل مرة احدهما في الصورة مع الطفل إلا صورة واحدة كانا معا  يحملان نفس الطفل ... تعجبت شهد من ذلك الألبوم الغريب ... شعرت أن هناك قصة خلف تلك الصور ...و لكنها لم تعرف كيف تحصل على الإجابة ...

أضيئي حياتي( مكتملة)Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ