03/ أول وصال

21 3 0
                                    

له نبض ترهقه الثوان حد أن ينخفض تدريجيا ، و دماء لا تصدق أنها وجدت المفر عبر جرحه فتغادر أديمه إلى الحرية ، تتدفق منه غزيرا على تزاحم ، في طبور طويل لا يكاد ينتهي قريبا .

له أنفاس هائجة و عرق متصبب على ناصيته ، خصله الصفراء الشاحبة مبعثرة على جبهته ، نصفها مبلول و تبدي غينيه قالبا مُكشرا كما ملامحه .

يُساق إلى منزله الخاص في سرعة عجول ، مع أن يونغي كان ليعارض بسبب وجود سيرا ، و ما قد تسببه من ضجة ، و قبيل ذلك كله خوفه عليها من نتائج قلقها المفرط .

لكنه ما وجد حلا ، و بما أن تايهيونغ ٱصيب خلال خركة لا قانونية ، كان من المستحيل دفعه إلى المستشفى مكتفيا بمكالمة الطبيب المسؤول عن حالاتهم عادة في الخفاء .

- تا-- تاي ، تايهيونغ ، ما الذي حدث له بحق السماء ؟ .

على صدمة مفرطة سكت على كلمها أنبست تخاطب جمع رجال يقاد بواسطتهم إلى غرفته ، و ما إن لقيت التجاهل من معظمهم و تفاقم حال توترها و خوفها .

تمسكت بسترة يونغي الداخل على عجالة توقفه بعنف ، لا تزال تتمسك بياقته ، تصيح في وجهه بمُقل تهتز .

- ما هذا ؟ ، ما الذي يجري ؟ ، ما بال تايهيونغ يا يونغي ؟ ، ماذا فعلتم به ؟ .

السؤال بعد تاليه دون إرتياح و أينما فتح فاهه بغرض إجابتها أقفلته بواسطة سؤال آخر لا يعلم من أين يخرج .

و لأعصابه المشدودة كذلك دفعها عنه ، يصرخ هو الآخر بنفاذ الصبر ، يلاحظ قدر تقهقر هيئتها الضعيفة إلى الخلف .

- أصمتِ ، فالتخرسي و لتستمعي إلى لعنتي .

إهتياج أنفاسها واضح عليه تزيد محيط جفنيها ، زاره إحساسٌ بالسوء بعد التقوس الذي لحظه على شفاهها .

- سيرا --- رجاءً ، تايهيونغ ٱصيب بطلقة لكننا نتعامل مع الوضع و الطبيب على وصول .

حاول التقدم حيث تقبع في بطئٍ في همها الأمان و إن على تزييف ، شدت سيرا على قبضتها و أطلقت سبيل زفرة ، كتمت بالفعل سيل دمعات كان لينفجر من عدستيها .

- حسنا أنا هادئة ، أنا هادئة .

همست بفتور ، لها نبرة متزنة إستزفت طاقتها في تزييفها ، و رغم علم الآخر بذلك شجعها يربت على كتفها .

- جيد ، جيد ، فالنهدأ جميعنا .

هنالك مغص حاد يشتد بها أسفل معدتها ، يجبرها على الإنحناء في زاوية بلغت منها إنشات قليلات ، ركبت شفاهها و إقتحمت الغرفة دون إذن .

و تمشت على أطرافها ، تحاول إمعان النظر و إنتشاله من بين رجلين يقفان بمحاذاته ، تهد كل السبل الوعرة و البعد الذي بينهما عبر خطوات تنسجها متأنية .

المصيدةWhere stories live. Discover now