09/ هذيانٌ .

28 3 0
                                    

حيث كانت أوجاعها قد إستفاقت من غيبوبتها المؤقتة ، و بدأت تلسعها بحدةٍ ، لم تكُ تعلم بءنها حصلت على تلك الجروح إلا الآن .

تستلقي على الأرض الباردة أسفلا ، و لا تجرؤ على الولوج إلى السرير الثلجي الذي يبدو مريحا جدا حتى مع كون جسدها يصرخ من ألم جراحٍ لتوها قد أردكت وجودها .

أنت بألمٍ تتلمس خصرها أين تنزف بقوةٍ إلا أن سواد قميصها الذي حجب بقعة الدم الكبيرةِ تلك ، و جرحٌ كبيرٌ على راحة يدها اليمنى خلفته إحدى الزجاجات خضم حادث السيارة الفارط .

و وجدت نفسها غير قادرة على إسعاف نفسها ، فكت زر أكمامها الطويلة حتى تغطي كافة يدها وصولا إلى أناملها الطويلة .

أنت بألمٍ مذ أن إشتد عليها ألم خاصرتها تتمسكُ به بقوةٍ ، تعبت من الصراخ و ضرب الباب بكل ما أوتيت من قوة .

ثم بدأت بالفعل تفكر ، ما السبب الذي يدعوه لإختطافها ؟ ، و إلى أين يموي أن يصب بكل أفاعيله .

قررت أنها لن تحرك ساكنا و تنتظر بفارغ الصبر نهاية المآل ، و في تلك اللحظة فُتح الباب الأبيض على يمينها ، و حجبها بالكامل عن الغرفة .

حاولت فتح فمها لتتحدث لولا أن طرقات نعلٍ لماعٍ خطت إلى الداخل بسرعةٍ ، لم يكُ في وسعها أن تنال نظرةً عن عقدة خاجبي فضي الخصلات .

و شحوبه الذي زاد فجأةً مذ أن لقي الفراغ أمامها ، و بات مفزوعا لا يعلم أين ذهبت رهينته .

إتسع حيز عينيه يلحظ النافذة المفتوحة حديثا ، و الستائر الخفيفة الشفافة التي تتراقص على لحن النسيم العليل .

تقدم بسرعةٍ ناحيتها و أطل منها ، تقع هته الغرفة في الطابق الثاني و الكسافة ببنها و الأرض شاهقة لتقطعها دون أن تحصل على أضرارٍ جسيمةٍ .

- تبا ! .

بنبره العالي و الحانق صاح بقوةٍ يتخصر أوغلها ، يقطب حاجبيه و يحصل على دقيقة صمت ريثما يعيد السؤال بلكنته متوسطة العلو .

- أين أنت بحق السماء جيسيكا ! .

و لأنه نطق إسمها لأول مرة مذ أن إلتقته وجدت نفسها تُصدم بوقعه منه ، و تهمس بخفةٍ دون وعيٍ منها .

- هنا .

و رغم خفوت لحنها الناعم إلا أنه جذبه حيثها ، و كان متفاجئً لمكانها بقوةٍ ، يلعن الغباء الذي حط عليه فجأةً ، زفر بخشونةٍ يسأل بصوته المبحوح الغاضب ، حتى دون أن تدرك سببه .

- ماذا تفعلين على الأرض ؟ .

لم تستطع أن تجد لأجله إجابةً مقنعة سوى أنها ناظرته ترفع عينيها إلى طوله الشاعق بالنسبة لجلوسها .

تنهد يقلب عينيه ، أحس بالفزع الشديد ما إن إهتفت من أمامه ، الآن يظن أن رؤيتها بهته الملامح المتعبة يخفف عنه و إن قليلا حتى مع إنعدام رغبته ليعترف بالواقع المر .

المصيدةWhere stories live. Discover now