الفصل الثامن والعشرون

56.9K 1.4K 65
                                    

- صباح الخير يارقية.
هتف بها خالد بعد أن خرج من غرفته واستيقظ من غفوة نومه العميق، ردت رقية وهي ترتشف الشاي من كوبها الزجاجي:
- صباح دا ايه دا اللي في العصاري؟ قول مساء الخير احسن ياكسلان ياخوم النوم .
جعد وجهه يدعي الغضب قبل ان يرتمي بجوارها على الاَريكة واضعًا رأسه على قدميها التي ربعتها قائلًا :
- ياباي عليكِ يارقية، انتِ ماتفوتيش حاجة ابدًا .
هتفت رقية وهي تحاول بدفع رأسه عنها:
- ابعد راسك الكبيرة دي عني، انا مش ناقصة وزن على رجلي .
رد ببرود وهو يتحمل ضربات كفها على رأسه :
- يارقية راسي لسة تقيلة اتحمليني شوية ياست انتِ، هو انا مش ابنك ؟
- طبعًا ياخويا لازم تبقى راسك تقيلة، مش راجع البيت على نص الليل، وبعدها هاتك ياروغي مع المحروسة خطيبتك لحد الفجر، جسمك ده مش محتاح راحة بعد السفر ها؟ مش محتاج راحة؟
رددت بالعبارات الاَخيرة وهي تضرب بقبضتيها على كتفه وظهره، وهو يضحك مشاكسًا لها وجسده يهتز ، ليصله صوت ضحكة انثوية بالقرب منهم، رفع رأسه ليراها فقال مخاطبًا :
- ايه دا صفية، انت هنا من أمتى يابت ؟
اجابته صفية:
- انا هنا من زمان ياخالي .
قالت رقية:
- ايوة ياخويا صفية اللي قاعدة معايا من اول الصبح فطرتني وقعدت جمبي تراعيني ولما جه الغدا غدتني، مش احسن منك، قاعدلي من الصبح مخمود .
اعتدل خالد قائلًا بحزم:
- ومالوا ياستي ماتفطرك وتقعد جمبك كمان، ولا هي غريبة يعني ؟ انتِ غريبة يابت ؟
هزت رأسها بالنفي ضاحكة تقول بمرح :
- لا طبعًا ياخالي انا مش غريبة .
- شاطرة ياصفية، اجري ياللا حضريلي لقمة أكلها وبعدها اكويلي قميص عشان خارج.
قالها بأمر محبب وردت صفية بابتسامة ودودة :
- من عنيا ياخالي، هوا والأكل يجهز .
ردد بمرح وعيناه تتبع هرولتها بحماس للداخل لتنفيذ ما أمرها به :
- تسلملي عيونك .
لكزته رقية بقبضتها على ذراعه تردد بهمس:
- خف شوية من المعاكسة، دي عيلة صغيرة وممكن تفهم غلط .
سهم قليلًا يستوعب قبل ان ينطلق ضاحكًا وقال:
- تفهم ايه ياما؟ دا انا اخلف قدها، اذا كنت مربي اختها الكبيرة .
صمتت رقية واكمل خالد بشرود:
- تصدقي بالله انا ما كنت عايز اروح من عندها امبارح، شكلي كدا هاخد وقت كبير على ما اتعود على بُعدها.
قالها ونهض من جوار والدته بتأثر ثم تابع قبل ان يتحرك :
- اروح استحمى بقى على ماجهزت صفية الغدا عشان اللحق مشواري مع نوال نشوف تشطيبات الشقة.
نظرت في اثره رقية متمتمة بتمني:
- روح يابني، ربنا ييسرلك كل عسير ويعجل بفرحك عشان افرح بيك وبخلفك يارب.
................................

وفي منزلها الجديد بداخل مطبخها كانت تضع العصائر وأطباق الحلويات على صنية متوسطة الحجم وفي الوسط طبق ممتلئ بالفاكهة، هتفت كاميليا باعتراض:
- ماكفاية يابنتي الصنية اتملت، مين اللي هاياكل دا كله أساسًا ؟
أجابتها زهرة وهي تغلق البراد :
- ياستي انا هاكل عشان نفسي مفتوحة .
ردت كاميليا كاشفة كذبها
- دا على أساس يعني إن انتِ أكيلة أوي أو انا مش عارفة أكلتك مثلًا! مكشوفة أوي .
قالت الاَخيرة بمرح واستجابت لها زهرة بابتسامة جميلة، فتابعت كاميليا تسألها:
- الا قوليلي صحيح، هو انت معندكيش خدامة تساعد معاكي بقى ؟
أجابت زهرة وهي تهم لرفع الصنية:
- في طبعًا، بس بتيجي بقى تنضف البيت وتعمل حاجاتها وتروح العصر على بيتها، كفاية اوي، هو انا ماقدرش اكمل بقى ولا احضر لجوزي لما يرجع .
ابتسمت كاميليا بإعجاب لطبع صديقتها المتواضع والذي لم يتغير بعد الزواج ، تقدمت لتتناول الصنية منها ولكن زهرة أصرت على حملها حتى غرفة النوم والتي كانت متواجدة بها غادة
توقفوا فجأة على مدخلها وتوسعت عيناهم بذهول مما رأينه، غادة ترتدي إحدى الأطقم الرياضية لزهرة وتتأمل نفسها أمام المرأة، انتبهت عليهم فالتفتت برأسها لزهرة قائلة بارتباك :
- اا حلوة أوي البيجامة دي يازهرة، جاسر هو اللي جابهالك من بلاد برا صح؟
صمتت زهرة عن الرد فاقتربت كاميليا برأسها منها تهمس من تحت أسنانها:
- شوفتي ياناصحة لما سيبتيها في أؤضة النوم لوحدها عملت ايه، ولا حد عارف فتشت في إيه تاني.
همست زهرة هي الأخرى ترد:
- يعني وانا كنت هاعمل معاها إيه بس؟ ماهي اللي لزقت قدام الشاشة ومارضيتش تقوم معانا، حمد لله جاسر مش موجود، دا لو شافها كدة ليحلف عليا احرقها ولا اللبسها تاني، دمغاه جزمة والنعمة انا عارفاه.
التفتت إليهم تخاطبهم باستغراب:
- هو انتوا لزقتوا في مكانكم ماتدخلوا على الباب، ايه دا؟
هتفت بالاَخيرة وهي تهرول نحوهم لتحمل الصنية من زهرة سريعًا وتدلف بها لتتناول ما عليها بنهم، قالت كاميليا وهي تدلف خلفها مع زهرة بلهجة لازعة:
- مش عيب ياغادة برضوا تفتحي وتخرجي حاجة تلبسيها من غير ما تستأذني صاحبتها ؟
شحب وجه غادة فقالت وعيناها نحو زهرة :
- انااا مافتشتش، دي لقيتها في وشي كدة وانا بدور على عباية ولا حاجة اللبسها، اخد راحتي فيها بدل لبس الخروج.
أشفقت زهرة عليها من الإحراج فقالت:
- خلاص ياغادة مش مهم كملي القعدة بيها وخدي راحتك، وانتِ ياكاميليا تعالي معايا اشوفلك حاجة انتِ كمان .
هتف كاميليا باعتراض:
- تشوفي لمين يازهرة هو احنا هانبات؟ دي كلها ساعة ولا نص ساعة بالكتير ولا انت ناسية انك لسة عروسة جديدة.
فارت غادة من الغيظ من تهكم كاميليا والتلقيح بالكلمات نحوها فصاحت تضرب الأرض بأقدامها :
- لا وعلى ايه نكمل ساعة ولا نص حتى؟ انا هاغير وامشي من دلوقتِ ياست كاميليا انبسطي.
هتفت خلفها زهرة وهي تلحق بها لتثنيها عن المغادرة:
- ياغادة استني كاميليا ماتقصدتش، ياغااادة
غمغمت كاميليا بصوتٍ خفيض:
- هاتعملي فيها قماصة وهي ماعندهاش دم أصلًا .

نعيمي وجحيمهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن