الفصل الثاني والستون

40.3K 1.3K 66
                                    

-نعم! قصدك إيه بالظبط؟
هتفتت بها بتحدي غير عابئة بغضبه ولا بهذه الهيئة الخطرة التي بدت على وجهه بوضوح وهو يقترب منها حتى أصبح أمامها مباشرة، ليُطالعها بتفحص وقراءة جيدة، حتى عاد بالسؤال بنبرة هادئة ومريبة:
- ما انا بسألك يا زهرة عن صاحبتك، هو انتي تعرفي هي راحت فين؟
ردت وعينيها تواجه خاصتيه بقوة:
-وانا برضوا سألتك قصدك ايه بالسؤال ده؟ ولا انت شاكك من الأساس اني هربتها؟
رد على ثقة استنتجها بذكائه الحاد:
-انا مش شاكك، انا متأكد يا زهرة انك هربتيها.
-وانا معنديش مرارة للظنون بتاعتك دي، ولا عندي أي حاجة تجبرني اتحمل الكلام الفارغ ده، انا ماشية.
قالتها وتحركت على الفور نحو المغادرة، توقف هو قليلًا خلفها يستوعب الهيئة الجديدة لهذه المرأة التي تزوجها جاسر، وهي ضعيفة، منكسرة، تخشى من ظل خيالها، تبدوا الاَن كنمرة شرسة تكشر بأنيابها بكره في وجهه هو وبهذا اليوم، بعد فعل صديقتها، على خاطره الاخير، استفاق ليهدر بها قبل أن تصل لباب الغرفة بصوت زلزل اركان الجناح الواسع، حتى انتفضت الفتيات من هيئته ليلتصقن ببعضهن، وهو يعدوا بخطواته الواسعة ليصل إليها في ثوان قليلة، ليتبع بأعين مشتعلة بسعير من الجحيم:
-انا دلوقتي بس اتأكدت إن انتي اللي ساعدتيها، صاحبتك راحت فين يا زهرة؟
ردت بحدة غير اَبهة به:
- وانا بقولك إني مش قابلة تحليلك ولا أسئلتك دي، وابعد بقى عن طريقي، بدل وديني لقول لجاسر على اتهامك ده، واسيبه هو اللي يتصرف معاك .
تبسم ساخرًا بجانبية قاسية، فتوحشت ملامح وجهه ليجعل قلبها يرتجف بداخلها، ولكنها تمالكت لتتمسك بالطفل، تحاول حمايته، مع كلمات الاخر التي تصدر مع هدير أنفاسه:
-بلاش الألعاب دي وفوقي كويس يا زهرة وفوقي صاحبتك، هي مش قدي ولا قد حركة زي دي أبدًا، اتصلي بيها تيجي حالا وتلم الدور، دا لو انتي خايفة عليها بجد، ولا خايفة على اخوها اللي مش سيباه من إيدك ده .
قال الأخيرة، خاطفًا نظرة سريعة نحو ميدو، فتتحول هي لمخلوق اَخر أمامه بعد تهديده الصريح، وبرقت عينيها لتنسى خوفها منه ومن هيئته، فتصيح بوجهه:
-اقسم بالله ما تقربلوا ولا تقرب لأي حد من خواته لدفعك التمن عمرك كله، وإن كان على كاميليا، انا قولتلك إني مليش دعوة ودي حاجة ما بينك وبينها، يعني لا انا ولا عيلتها لينا أي دخل باللي بيحصل ما بينكم .

إلى هنا وقد فقد زمام أمره فصاح بقوة يضرب بكفه على الجدار من خلفها:
-أمال مين اللي دخل لما انتي وعيلتها ملكمش؟ للمرة أخيرة بنبهك، لو مجاتش صاحبتك في ظرف نص ساعة، لكون جايبها من شعرها لو كانت حتى مستخبية في جهنم نفسها، بس ساعتها هتبقى تحت رجلي، هدوقها من العذاب الوان وتبقي توريني مين اللي هيقدر يرحمها من عذابي
-كاااارم
هتف بها جاسر على مدخل الجناح بعد أن وصل إليه وذلك بعد الرساله التي بعثتها له زهرة منذ دقائق ، تطلبه ليأتي إلى الجناح فورًا من أجل حدث هام، فيصل الاَن ويرى هذا المشهد، كارم وهو يحاصر زهرة وميدو الصغير، ملاصقين بالحائط من الخوف وهو يبدوا وكأنه يريد الفتك بهم
فتابع له جاسر بوجه صارم وهو يخطو بداخل الغرفة نحوه

نعيمي وجحيمهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن