الجزء الثاني من الفصل السابع والأربعون

45.8K 1.3K 53
                                    

الجزء التاني

ترجل من سيارته بعد ان أوقفها أمام منزل عامر الريان واصطفها في مكان قريب منه بجوار السيارات العديدة للمدعوين لهذه المأدبة، أحكم أغلاقها واستدار بخطواته السريعة نحو مدخل المنزل، ليتفاجأ برؤيتها وهيئتها التي تنجح في كل مرة بسحب أنفاسه من داخل صدره،
حتى أنسته الوعود التي قطعها على نفسه وعينيه متسمرة عليها وقد التقت بخاصتيها فلم تحيد هي الأخرى بأنظارها عنهما، وكأن حديث أشتياقِ مطول يدور بينها، مع وقع خطواته التي تمهلت دون إرادته، اللعنة عليها وعلى كل ما يخصها، لديها القدرة دائمًا على تحطيم مقاومته، ولكن ورغم ذلك فهو لن يعود لسابق عهده معها، استعاد توازنه ليغلف وجهه بهذا القناع الزائف يدعي التجاهل، وساعده رؤية هذا الغراب الذي أتى خلفها يومئ له بابتسامة صفراء بادله طارق بواحدة مثلها، ثم أزاد قاصدًا لحرق دمه برفع ذراعه ليُحاوط كتفيها، قابل فعله طارق بتغافل تام وقد أشاح بوجهه على الفور حتى لا يعطيه فرصة للفرح به، لا يعلم سر هذا الرجل ولما يشعر بأفعاله الغريبة وكأنها تتعدى الغيرة من رجل اَخر راَه قبل ذلك يغازل خطيبته وهذه المثالية الغيرة العادية التي يبرع دائمًا في إظهارها أمام الجميع، تنهد من حريق يدور بداخله ليغمغم لنفسه وهو يصعد الدرجات الرخامية الكبيرة نحو مدخل المنزل:
- جمد قلبك كدة واركز، هو انت لسه شوفت حاجة؟ دا انت ياما هتشوف.
ومن خلفه شعرت كاميليا بفعل كارم المقصود ، فرمقته بنظرة ممتعضة لم يكترث بها وقبض على كفها ليسحبها  معه متمتمًا ببرود:
- إيه يا كاميليا احنا هنفضل واقفين الليلة كلها هنا ولا أيه؟ ياللا عشان اللحق اروحك بدري لبيتكم بدري كمان. ياللا.
أذعنت باستسلام تتبعه وبداخلها تتاَكل غيظًا من أسلوبه الا مبالي .

❈-❈-❈

وفي الداخل كان لقاء خالد ولمياء بعد أن قدمه إليها جاسر بتحفز بعد تحذيراته لها بالأمس وقت اتفاقهم على مأدبة العشاء وقد وضع شرطه نصب أعينها، لمقابلة أسرة زهرة بمودة جيدة وإلا سيفعلها ولن يتهاون بترك المنزل وأخذ أبيه لمنزله، فاضطرت صاغرة لمواقفته وها هي الاَن ترحب بخالد وترسم على وجهها ابتسامة رغم احتقانها في الداخل:
- اهلًا يا أستاذ خالد نورتنا وشرفتنا بوجودك.
قابل خالد تحيتها بابتسامة مرحبة رافعًا رأسه أمامها يخاطبها باعتزاز:
- الشرف لينا يا هانم، انا اللي سعيد بالتعرف عليكِ.
اومأت بابتسامة متكلفة اتسعت بذهول مع كلمات جاسر وهو يقدم لها نوال :
- دي بقى خطيبته يا ماما الأستاذة نوال بنت المستشار فتحي رضوان .
- واو مستشار.
غمغمت بها وهي ترحب بوجه مرتخي قليلًا عن لقاءها السابق بخالد:
- اهلا بيكِ نورتينا يا قمر.
رحبت بمصافحتها نوال بابتسامة ودودة
- البيت منور باصحابه ربنا يحفظك
غلبها الفضول لتسألها على الفور:
- وانت بقى محامية ولا أستاذة في الجامعة؟
تدخلت زهرة لتُجيبها بغبطة وسعادة حقيقة لرؤية أحب الأشخاص على قلبها:
- نوال محامية شاطرة اوي، دي ليها مكتب وحدها ومافيش قضية بتخسرها.
اومأت لمياء وقد ارتسمت الحيرة والدهشة على وجهها،  من هذه العائلة التي رغم فقرهم يصاهرن اساتذة ومستشارين ورجال أعمال أيضًا!

نعيمي وجحيمهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن