"المُقدمة"

28K 633 26
                                    


أن تشعر بأنك مسلوبُ الأنفاس، لا إرادة لك، مهما ادّعيت القوة تجد من يخبرك أنك مازلت ضعيفًا غيرُ قادرٍ، كل من حولك بدلًا من أن يمنحوك الأمان أصبحت لا تجني منهم سوى الخوف.

الخوف الذي لازمك كل أوقاتك، كلما خطوت خطوة في حياتك، كلما زاد خوفك من القادم، أصبحت منبوذ حتى من أقرب الناس لك، تعيش على ذكرى طفولة ربما هي الأمان لك، تلك البضع سنون التي امتلئت بالبهجة، والمرح في كل أيامك، ذاك الحضن الدافئ الذي ضمّ كل اوجاعك وكل فرحك لن تنساه أبدًا، تغفو كل ليلةٍ وأنت مؤملٌ أن يأتي من ينتشلك من كل هذا العبث، أن يُخلصك من خوفك الدائم ويُبدله لك بأمانٍ أبديًا، أن تعود كما كنت طفلًا لا تنتمي لكل هذا الألم، أن تكون ذراعيه هما وطنك يُخبئك بهما، بعد أن كنت غريبًا مهاجرًا الأوطان، تجد الوطن أمامك متمثلًا في قلبٍ دافئ وعناقٍ لا ينتهي ينسيك مرارة الغياب.

مرارة الغياب التي اختُصت بقلبك دون غيره، أن تحيا من جديد، بعد أن ذُقتَ أطنانًا من الألم، الحزن، الفقد الذي لا ينتهي، أن تتفتح زهورك الذابلة من جديد، معلنة بكل زهوتها، وقوتها، عن بداية لحياةٍ مختلفة، حياة تمتلئُ بالحب، والطمأنينة، وقبل كل هذا، الأمان الدافئ.


*********

«تصالحتُ مع الحياة لأجلك».

«سماح محمد».

_______________________________________

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن