34ـ "تبخر الأملُ الوحيد".

5.6K 261 119
                                    

_قراءة مُمتعة يا رِفاق.

«وقد لاح لي طيفكَ من بعيد،
يجاورني هامسًا ألا أخاف،
فهلا لـ طيفكَ أن يكون حقيقة!
أن يكون همسك حديثًـا!!
لا تغادرني حتىٰ إن كنت
من صنع مخيلتي».

_سمـاح مُحمـد

*************

ألقىٰ عبارته علىٰ الجميع بوجهٍ بشوش، لتمتعض معالم "عبدالسميع" من حديثه، رغم سعادته الخفية بإتيانهم إلىٰ هنا، وقطع كل تلك المسافة من أجل أن يشاركوه فرحته، ولكنه لا يمكنه التحكم في سخطه علىٰ "أحمد" هذا.

شهقت "هالة" حين رؤيته بصدمة فرِحة، وعيناها تكاد أن تُخرج قلوبًا صغيرة من هذه المفاجأة الراوية لظمأ قلبها، ولكنها بالكاد تحكمت في نفسها بصعوبة، ولكن هناك من كانت ترصد نظراتها له، مقتربة منها كالمُفترس، وهي تهمس في أذنها بصوتٍ ماكر:
_"هو دا حبيب القلب يا ست "هالة"، عينك بطلع قلوب من وقت ما دخل".

انتفضت فزعًا وهي ترمق" هبة" ابنة عمها وزوجة أخاها بنظرات زجرة، قابلتها الأخرىٰ بابتسامة عابثة، لتلكزها "هالة" في خصرها وهي تكتم ابتسامتها، ولم تمنع حديثها الهائم وهي تبصره من الخروج:
_"هو بعينه يا "هبة" جايلي لحد هنا!!".

_"طب اتعدلي يا ست، عمال يبصلك هو كمان، وأبوكِ هيفقعله عينه".

همست بها "هبة" ساخرة، وهي ترمق "أحمد" الذي يناظر ابنة عمها جوارها، وعمها "عبدالسميع" تكاد نظراته تحرق كلاهما، لتطرق الأخرىٰ بعينيها أرضًا، أما "عبدالسميع" فوضع يده علىٰ كتف "أحمد" بقوة يكاد يعتصره، ليخفي الأخر ألمه بإبتسامة مستفزة يتسمع لقوله المرحب لهم، والمتهكم له:
_"بصلي يا حبيبي كدة، نورت يا غالي إنت والجماعة، مكنتش تقولنا، كنا جبناكم من المحطة، تعبتوا نفسكم يا جماعة".

_"لا تعب ولا حاجة يا حاج، حاولنا نلحق كتب الكتاب، بس الشباب قالوا نخليها مفاجأة ليكم، عقبال فرحة الولاد بقىٰ، ومبارك على الحفيد إللي نور العيلة".

ردّها "عامر" والد "أحمد" بابتسامة واسعة يبارك لـ "عبدالسميع"، علىٰ فرحة حفيده وعلى عقد قران ابنه" شهاب"، وتوالت التهنئات أيضًا من زوجته، والسيدة "أمينة" والدة "أنس" له، وأيضًا لزوجته وهن يسلمن عليها وعلى نساء العائلة هي والفتيات، فقد أتت "أمينة" وابنتها "سارة" و"ناهد" أيضًا وشقيقها "خالد"، حتىٰ يحضرن خِطبة" أحمد" و"هالة" ويتواجدوا مع جيرانهم، والذين يعتبرونهم عائلتهم الثانية، واعتبروها زيارة خفيفة للصعيد المصري.

_"الله يبارك فيك يا "عامر"، فرحتوني والله بجيتكم دي لحد هنا، تعالوا ارتاحوا".

أشار بيده لهم أن يتقدموا للأمام حتى يتعرفون علىٰ العائلة، وبالخلف كان" خالد" يقترب من أذن "أحمد" هامسًا بتهكم وسخرية:
_"يعني لو كنا كتبنا أنا وإنت مع "شهاب" مش كان أحسن!!".

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن