28ـ "رحيل".

5.9K 282 120
                                    

_قراءة مُمتعة يا رِفاق وبعتذر عن التأخير ده.🤎🫂

*******

_"إنت نولت الرضا من زمان أوي، إنت أحسن شخص أنا شوفته في حياتي.. ودخل قلبي بالسرعة دي يا أنس".

لم تكن سوى بضع كلمات بسيطة، لكنها أغنت وأسمنت من جوع لروحه الآن، ليس اعترافًا صريحًا بكبر مكانته عندها، لكنها أرضته ولو خِفية.

_"قولي كدة إللي إنتِ لسه قايلاه".

نبس بها بلهفة وعيناه تلتمع وهو يطالع عيناها، لتشيح بنظراتها في خجل، وهي تخفي وجهها في صدره مع همسها الخافت، المتشح بالمرح:
_"هي خرجت مني عفوية كدة، مش هعرف أقولها تاني".

شدد على عناقها، وهو يردف بوعد وحسم:
_"وأنا هفضل مستني لما تقوليها تاني، هفضل لحد ما تعترفي زي ما اعترفت أنا".

ابتسمت بخجل، وهي تبتعد عنه تخفي ابتسامتها هذه، لتستمع  لقوله المشاكس، مع تأوهه الحار:
_"يا حظك يا أنس النهاردة، أنا بقى على كدة هجيب كل يوم كتاب، عشان أسمع منك كلام حلو زي ده".

أطلقت لضحكتها العنان على مزاحه هذا، وهي ترى ابتسامته ولمعة عينيه هذا، وكم ودت لو أغدقته بما تروي به روحه، ولكنها مع هذا تحاول، تجاهد بكل ما استطاعت من قوة، أن تمنحه ولو قدرًا ضئيلًا مما منحه هو إياها.

_"طب بمناسبة إنك فرحتِ بالهدية، وأنا فرحت بالكلمتين إللي رووني دول، مع إني هشتغل على نفسي أكتر، عشان أوصل لمستوى أعلى، وبما إنك كنتِ ماسكة فنجان القهوة بتاعي، فـ إحنا بإذن الله هنعيد الذكريات، والقهوة المرادي عليّ، وإنتِ عليكِ الغِنية".

قال الأخيرة بتقليد الكلمة، لتبتسم له وهي تراه، يهم بصُنع القهوة لهما، وللحق فهي اشتاقت لتلك الأُمسيات معه، حيث لا خوف، يوجد أمان فقط يمنحه لها، دون أن تطلبه حتى.

ولكنها أبت الخروج، وهي تشاهده يصنع قهوته اللذيذة من يديه، تراقبه بتركيز وهي تود أن تصنعها مثله، حيث أضاف ثلاث ملاعق من البن الفاتح، مع اثنتان من السكر، والمياه الباردة التي أضافها عليها، وما كاد يرى تركيزها معه، حتى ابتسم بحب، و هو يرى استغرابها من إضافة المياه الباردة للقهوة، فهي تصنعها بمياه فاترة عادةً، هل هذا هو سر صنع قهوته؟!  أم أنها تكون جيدة لأنه هو من صنعها؟!  لهذا لم يتعجب من تساؤلها عن هذا، ليرد هو بابتسامة، وهو يضع القهوة على نار هادئة:
_"مفيش يا ستي، بحطلها مية ساقعة، واهدي النار عليها، عشان تستوي براحتها خالص، وكمان تعمل وش، لإن لو النار كانت عالية، والمية سخنة؛ فـ مش هتلحق تستوي وهتفور بسرعة".

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن