27ـ"هدية".

5.8K 307 101
                                    

_قراءة مُمتعة يا رِفاق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل رأت العريس المتقدم لها اليوم حبيبها "أحمد" أم هُيئ لها؟!

بالطبع هُيئ لها، كانت تهز رأسها تنفض هذه الأوهام، لتعود لفتح عينيها لتجده بالفعل أمامها، بل ويكتم ضحكته عليها، وعلى صدمتها التي ألجمتها في مكانها، اما هي فرد فعلها أنها أوقعت الصينية أرضًا، قبل أن تطلق صيحة فرحة، وهي تضع يدها على فمها تخفي شهقتها التي خرجت منها بفرحة كبيرة، متجاهلة هلعهم وصدمتهم مما يحدث.

_"دا إللي هيترفض!! دا إنتِ شهقتي شهقة تخليهم يكتبوا الكتاب".

هتفت بها "ناهد" بسخرية خافتة، وهي تبصرهم من خلف الستار، ترمق تلك التي لو بيدها لارتمت في أحضان حبيبها، فها هو فارس أحلامها قد أتاها بعد كل انتظار، و"سارة"التي كانت تبتسم ببلاهة تلاحظ فرحة صديقتها، وبجانبهم "داليا" التي أرغمت على الوقوف معهم بسبب إصرارهم، والتي مالذي جعلها تبتسم بسمة باهتة، وهي تنظر لـ "هالة" التي كانت من صدمتها يتضح فرحتها بالأمر، ورغم عدم معرفتها بها إلا من أمس، إلا أنها شعرت معها بشيء غريب، ربما شعور دافئ ڪأخت، وربما ڪلماتها المواسية لها التي أغدقتها بها منذ ساعات، وربما جميعها!.

وبالخارج كان أول من خرج من صدمته "هانم" والدتها، والتي هرعت لها تطمئن عليها، وتساعدها في لملمة الزجاج المنكسر، لتخرج "هالة" من شرودها، وهي تبصر ما فعلته، لترتفع الحمرة إلى وجنتها بخجل، واحراج من هذا الموقف، ولكنهم تداركوا الأمر سريعًا، مع ذهابها لتحضر مشروبات غير تلك التي تلفت، تزامنًا مع قول "عامر" حتى يكسر صمت الأجواء:
_"حصل خير يا جماعة، ملناش نصيب فيها".

_"هو فعلًا شكلها ملكوش نصيب فيها".

نبس بها "عبدالسميع" بصوت خافت، ولكنه وصل لـ "أحمد" الذي لم يكن يبعد عنه كثيرًا، ليخرج منه صوتًا مستنكرًا مع قوله الساخر، وقد فهم عبارة الحاج جيدًا وتلميحه:
_"نعم؟!".

نظر له "عبدالسميع" بعدم فهم مزيف، ليغتصب الأخر له بسمة سمجة، وقد عرف الآن أن الأمور لن تمر مرور الكرام أبدًا، أو ليس بهذه السهولة، ليبادله الأخر نفس البسمة، تزامنًا مع دلوف "هالة" مرة أخرى، مقدمة لهم المشروبات، تحت عبارات الشكر منهم، لتجلس أخيرًا بجانب والدتها و "فيروز" والدة "أحمد".

_" طب يا حاج إنت طبعًا عارف إحنا جايين في إيه، وشرف لينا أصلًا إننا نطلب إيد بنتك "هالة" ذات الأدب والخُلُق، وإللي شهدت تربيتها وهي صغيرة، وإللي الحارة كلها تشهد بأدبها، أهلها، إللــ.. "

_"بابا خش في الموضوع على طول، إنت لسه هتخطب!".

هدر بها "أحمد" بنفاذ صبر هامسًا بخفوت، وهو يرمق والده الذي يضيع له في الوقت دون فائدة، بل أن صوته خرج مستنكرًا حديثه:
_"هو أنا يعني مش بمهد للموضوع؟!".
_"يا بابا أبوس إيدك لخّص، موضوع إيه إللي تمهده، إحنا هنحارب!!  هي من ناحية هنحارب، فهي حرب فعلًا".

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن