32ـ"زِفاف السماء لها أخيرًا".

5.7K 310 122
                                    

_قراءة مُمتعة يا رِفاق')

************

ندركُ في اللحظة الأخيرة، وقبل تسرب الأمل من بين أصابعنا، أنه ينبغي علينا التشبث به، أننا لا يمكننا أن نرحل هكذا خاليين الوفاض، لو ندرك حتى ولو شيئًا واحدًا مما تمنيناه، أن نحيا ما بقي من عمرنا مع من نهواهم، لا يطلب المرء الكثير، ولكن الدنيا رأته كثيرًا فـ رأت أن تمنعه إياه.

هكذا كان شعور "خالد" بعد أن ألقىٰ كلماته العاصفة، الصادمة للجميع، لم يتوقع أحد كلماته هذه، أو ربما البعض منهم، كان غاضبًا، أنفاسه هادرة لا يستطيع أن يلتقط أنفاسه بسهولة، هذا بخلاف "أنس" المصدوم مما تفوه به صديقه للتو، هل "خالد" يريد أن يتزوج "سارة"!!
شقيقته التي من المفترض أنه تقدم لخطبتها شاب زميلها!!
" سارة" و "خالد"!! ماهذا العبث الذي يحدث!!

هؤلاء أصدقاء منذ الطفولة، ناهيك عن جيرتهم كل تلك السنون، لم يرىٰ في عينه من قبل نظرات خاصة لشقيقته، نظرات غير نظراته الأخوية لها- أو ربما رأىٰ ولكنه تغاضى- يا إلهي ماالذي يحدث؟!

_" خالد" إنت بتقول إيه؟! إنت في عقلك بجد؟!".

هتف بها "أنس" مصدومًا ومازالت الدهشة تعتليه، يريد تفسيرًا من هذا الأحمق الآن عما يحدث، وحدث بالفعل والآخر يجيبه بكل برود العالم، الذي لا يستوجب وجوده في هذه اللحظة بالذات:
_"إيه!! بقولك أنا هتجوز "سارة" والشملول إللي هيجي ده، ميفكرش ييجي عشان متغباش عليه، وأنا أهبل وأعملها، "سارة" لي أنا، ودي غلطتي إني فضلت ساكت كل ده، أنا بحبها وعايز أتجوزها وقدامها أهو".

قال الأخيرة وهو يختلس نظرة لها، فقد كانت تتوارى وراء كتف والدتها، تخفي نصف وجهها عنه، ولكن عيناه لم تخطئ ابتسامة عيناها الحبيبة، وابتسامة ثغرها التي نمت فور انتهاء حديثه، إذًا هذه المحتالة لا تعترض!!
يا لهناء قلبك يا "خالد"!

_" نعم ياخويا!! إنت واعي يا زفت للي بتقوله ده؟! جاي تطلب إيد أختي إللي هي زي أختك طول السنين دي كلها، وكمان فيه حد متقدملها".

أخرجه من حالة هيامه هذه، صوت "أنس" الصارخ بقوة في وجهه، لتجفل الفتيات ووالدته من صراخه الهادر هذا، أما "خالد" هز رأسه وهو يصحح له قوله بحمية:
_"تؤ تؤ هي أختك إنت مش أختي أنا تفرق يا أنوس، وإللي متقدملها ده هيترفض إن شاء الله، وأنا إللي هاجي أتقدم ولازم تقبلوني عشان مموتش نفسي، وأشيلكم ذنبي كمان، وتبقوا السبب إنكم حرمتوني من حب عمري".

أنهىٰ حديثه باستياء مصطنع وحزن، ولكن "أنس" كان في وادٍ غير واديه، ولا زال لا يستوعب ما يقوله، متى كان كل هذا الحب وهو غافل، هو كان يأمنها معه كيف؟!

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن