11- "بَوح"

5.9K 330 45
                                    

أبوحُ بما يُثقلُ كاهلي لك؛
فمن غيرك سيُربتُ على قلبي؟!
من سواك سيُضمّد ندوبَ أيامي؟
أتيتك بما يؤلمني، ولا أرجو سوى أن تقبلني.

سماح محمد

**********


تبدلّت ملامحها، من ملامح مُترقبة، إلى أخرى احتلتها الصدمة، صدمة هزّت بأركانها، لم يكن في مخيلتها يومًا أن يصل به الجحود، وقساوة قلبه التي تنتمي للحجارة، أن يكون قاتلًا، أو سببًا في إزهاق روح، كيف؟؟
وهل لو لم يُنقذها "أنس" لكانت ضحية أيضًا لمريضٍ كهذا؟؟
رأت أنه لم يكن طبيعيًا، نظراته وحتى حديثه، تمرده الدائم، وحب تملكه لكل شيء، لكن تصل الأمور لهذا، لم يكن بحسبانها أبدًا.

حاولت تنحي صدمتها الآن، ونظرت "لأنس" الذي لم يتحدث، بل شارد في نقطة في الفراغ، وحزن رُسم في مقلتيه، ابتلعت لعابها، وهتفت بسؤال تستفسر به، عمّا أردفه على مسامعها توًا بملامح مدهوشة:
- معلش فهمني يعني إيه سبب في موت زميلتك؟؟

نظر لها "أنس" نظرة صامتة ومطولة، وهو ينظر بداخل عينيها، ومن ثم أخذ شهيقًا وزفر ما بداخله، وهتف في هدوءٍ وألم:
- أنا هحكيلك يا رقية، عشان محتاج أتكلم.

أومأت له تنتظر بوحه بما يثقله، وهو لبى لها طلبها، وعاد بذاكرته للماضي وهو يحكي لها كل شيء، وسبب هذه العداوة التي بينه وبين "علاء" في إيجاز:
- علاء الشامي، ابن رجل الأعمال كامل الشامي، طبعًا مشهور في الجامعة عندنا بنفوذه، وفلوسه، وإنه بتاع بنات، بس هو إنسان ضعيف، وأي حد يقدر عليه، وإللي مقويه هو أبوه، أنا مليش اختلاط بيه، ولا أعرف عنه حاجة غير اسمه، وهو أصلًا في كلية تانية، بس كل الجامعة تعرفه.

إللي حصل لدا كله بقى، كان في زميلة ليّ اسمها "إسراء" بنت متوفقة وبان تفوقها من أول سنة، وعلى طول في حالها، شافها كذا مرة وعجبته، وهو عنده مبدأ إللي يعجبه يبقى ليه، وكان فاكر إنها هتسايره، بس حصل العكس وإنها كانت دايمًا بتصده، كل مرة حاول يقرب ليها فيها، كانت بتقف في وشه، طبعًا إصراره زاد، وأصبح تحدي، في مرة وقفها وكان بيحاول يكلمها، وبعدين لما سابته جري وراها ومسك إيدها وحاول يوقفها، ساعتها انا شوفته، واتعصبت لحركته دي، وروحت بعدته عنها، وهو فضل يقولي إنت مين وبتاع، وبعدين هي مشيت، وهو اتعصب وهددني إنه هيعرفني إزاي أقف في طريقه، وبعدين مشي، بعدها بيومين جت وشكرتني، وكنا سوى في فريق في الكلية، وخدت رقمي عشان كنا بنشتغل على حاجة.

علاء طبعًا موقفش لحد هنا، واتعرضلها تاني، وطلبت مني أساعدها، وأنا كنت على قد ما أقدر بساعدها، وقولتلها إني مش هقدر أقف لعلاء الشامي، وإنه هيأذيني، لإنه نظراته ليّ دايمًا مليانة شر، هي سكتت على كدة وكملنا عادي، وهو وقف فجأة.

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن