40ـ "قراره القاطِع".

5.2K 266 89
                                    

_قراءة ممتعة يا رِفاق").

**************

تأتين فيبتسم الحزين، تُشرق الشمس داخل أضلعي، فيبرأ القلب المعطوب، وتبددين دياجر قلبي بنوركِ الساطع، تُزهرُ روحي من جديد كلما هلّ طيفكِ أمام عيني، لولاكِ لما نبتت زهورُ قلبي من جديد، لولاكِ لما زار الحبُ عتماء خافقي، فسطع نوره بلُقياكِ.

مرّ شهرٌ وبضعة أيام، تعاقبت فيها الأحداث، بسلاسة دون حزنٍ يكللها، كلًا منهم كان في عالمه الخاص، عالمه الذي حصل عليه بعد طول معاناة، ها هو يستلذُ أخيرًا بعطايا القدر، بأنهم جميعًا تمكنوا من تلاقي أرواحهم التائهة، أنصافهم الغائبة عنهم منذ زمنٍ بعيد، التقوا أخيرًا بشركاء أفئدتهم.

لم يعد الحزن يحمله قلبٌ واحد، بل صار منقسمًا لاثنين، والفرح يتشاركاه قلبين أيضًا، ها هو رباط الحب الذي حلموا به جميعًا، ليته يدوم هكذا، فهل يدوم؟!

وكان أكثرهم سعادة هو "علي" الذي لا ينفك قلبه يتراقص فرحًا، منذ أخبرته مليكة قلبه بأنها توافقه أخيرًا، علىٰ أن يعطيا قلبيهما ميثاقًا جديدًا، خاليًا من كل شيء، يمتلئ بحبهما فقط، مع عهده الذي قطعه عليها، بأنه لن يتخلىٰ عنها بتاتًا، سيكون جوارها، سيعوضها كل فقدٍ شعرت به، وكل حزنٍ ذاقته وحدها، ينتظران فقط أن تهدأ الأمور، ولن يتوانى لحظةً واحدة في أن يتشارك اسميهما معًا، كما حال قلوبهما، ها هي الأيام تمر، تمر من عمره ومن صبره، يشعر بها كسنواتٍ عجاف، وهو المتوق لأن يغيث قلبه بها، لينتظر فقط بعض الوقت.

دلف إلىٰ المنزل، وهو يدندن بعض كلمات الأغاني الرومانسية، والابتسامة لا تكاد تفارق وجهه مذ لحظتها، إن كان هو يشعر بأنه أصبح طائرًا من طيور الحب المحلقة في سماءه، فما شعورها هي إذن الآن؟!

_"هو كل يوم هتفضل تغنيلنا بصوتك النشاذ ده؟!".

تشنج فور استمع لكلمات شقيقته المستندة علىٰ الحائط، تناظره باستنكار لا يخلو من مكر، ليقترب منها، متناسيًا سخريتها منه، وهو يقبل وجنتها بمرح، رافعًا بعض الأكياس المحملة بالتسالي لهم أمام وجهها، وهو ينبس بدون اكتراث من حديثها:
_"أيوة هفضل أقرفكم بصوتي.. دا أنا الدنيا مش سيعاني يابت يا رقية".

_"ربنا يسعدك يا حبيبي.. بس راعي ودانا شوية.. وكل يوم تدخل علينا بأكياس متعبية بقالك شهر.. ومدلعنا أخر دلع أنا وريهام وماما.. علي… أوعى تكون بتعمل تمويه بس.. وبعد كدة مش هنشوف منك حاجة لما تتجوزها.. دي قالتلك موافقة بس.. أومال لو اتجوزتوا بقىٰ هتعمل إيه؟!".

دفعها أمامه برفق، وهو يطالعها باستنكار، متمتم بسخرية وهو يتجه نحو غرفتها، لرؤية شقيقته:
_"بطلي نكد يابت إنتِ.. بتعشقي النهايات السودواية.. وبعدين يعني هي موافقة ناهد دي بسهولة.. دا أنا كان هاين عليّ أضرب طلقتين في الجو ساعة ما قالتها.. هو أي نعم أخوها هيطلع عيني عبال ما الموضوع يتم.. بس مش مشكلة فداها.. وابعدي كدة ملكيش دعوة بالحاجات دي.. دي ليّ أنا وريهام حبيبتي هي فين!!".

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن