2- "هُروب"

8.5K 469 59
                                    

عندما رأيتني أسقط في الهلاك
وجدُتكَ مُمسِكًا يدايَ تجاورني
تخبرُني حتى إن كنتُ في الهلاك
سأبقى جوارِك:))

***☆***☆***☆***

حلّ الليل بديجوره، كان "أنس" يجلس بجانب "خالد" أمام القهوة التي اعتادا أن تكون جلستهما عليها دائمًا، ظلّا يتحاوران في امورٍ شتى، حتى جاورهم "أحمد" صديقهم الثالث كانوا الثلاثة أصدقاء منذ الطفولة تعاهدا على أن يحيا عهد صداقتهم إلى الأبد، ولكن غادرهم "أحمد" فور انتهائه من الابتدائية لينتقل خارج البلاد من أجل عمل والده، ولكنه عاد منذ أسبوع ليُكمل حياته هنا.

رحبا به بحفاوة وحب لم تغيره السنون إلى أن تحدث "خالد" بمرحه المعتاد مازحًا:
_" بقى ياعم تسيب برة وبلاد برة وحلاوة برة والعيال الملونة إللي هناك وجاي تقول وحشتوني ومعرفتش أعيش من غيركم!"

ألقى كلماته وهما ينظران له بعدم تصديق من تفوهه بهذا رُغم أنهما يعلمان أنه يمزح لكنه في النهاية "خالد" هز "أنس" رأسه بيأس من صديقه ليحاور "أحمد":
_" سيبك منه يا أحمد إنت عارف خالد كلامه غبي زيه، قولي بقى عملت إيه في السنين دي كلها، وإنك رجعت فجأة كدة حتى من غير ما تقولنا"

تنهد "أحمد" بتعب وهو يقول:
_" العيشة هناك مش زي هنا يا أنس، الحياة كلها هناك عادي مفيهاش حاجة مميزة، الصاحب ممكن يبيعك عادي في لحظة، دا غير إني ملقتش صحاب هناك حقيقية زيكم تكمل معايا، كنت عايش أغلب وقتي لوحدي مش معايا حد أشاركه حياتي وكل لحظة فيها، تعبت هناك وأما صدقت بابا قال هننزل أجازة كلمته وقولتله إني عايز أستقر هنا وأفتح شركة هنا واشتغل وأنا وسط ناسي وحتتي بس.."

أشار له أنس أن يُكمل حديثه قائلًا: "بس إيه يا محمد؟"
-"بابا قال بشرط إني أستقر هنا وأتجوز وأكمل حياتي هنا"

تسائل أنس باستغراب:
_"طب إيه المشكلة؟ دوّر على واحدة تكون مناسبة واتقدملها، ولا فيه حد في دماغك معين؟"

وقبل أن يجيبه أحمد أوقفه خالد بيده معللًا عدم اقتناعه بحديث أنس قائلًا:
_"قولت عليّ غبي وسيبك من كلامه يا "أحمد" وعديتها وسكت وسبتلكم العقل كله، لكن تقوله دورلك على حد مناسب دي مش هعديها، "أنس" يا حبيبي ركز معايا كدة، دا الحارة كلها ومش بعيد الحارات المجاورة عارفين "أحمد" عايز مين وبيحب مين".

طالع أنس" "أحمد" بشك وعدم تصديق ليقول بنبرة حاول جعلها هادئة:
_"متقوليش هالة بنت الحاج عبدالسميع!".

اومأ له "أحمد" بأن كلامه صحيح ليتحدث "خالد" بعصبية وخوف على أحمد من والدها رُغم معرفته بحب "أحمد" لابنته:
_"هالة إللي أبوها عامل رعب لنص شباب الحارة والحارات المجاورة يا أحمد! يا أحمد دا ابوها وأخواتها مفيش عريس بييجلهم غير وهو طالع جري من عندهم، دا غير إللي مبيلحقوش ييجوا".

تَصالَحتُ مَعَ الحَياةِ لِأَجلَك. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن