18 -بُعد

527 29 21
                                    

كلوريا

مرت اكثر من شهران ... يكاد ان يكون وقتاً طويلا بالنسبة لي، لانه و ببساطة حصلت بها احداثٌ كثيرة
عندما لم يقبل ماكس نقلي للفرع الثاني من الشركة كي اعمل عند مازن .. وبسبب غضبي اخبرت مايحصل لجدي و سردت له كافة التفاصيل
صداقتي مع دانيل  و مواقف ماكس التي زادت من غضبي
ولان دانيل يعد من عائله شاهين المفضلة عند جدي فلم يرفض صداقتنا ابداً .. و بسبب غضبة الكبير على ماكس بسبب رفضة بالزواج من جوليا فقد اخبر ماكس ان يوقع على اوراق نقلي و بأسرع وقت

ليلا كان ماكس يجلس في مكتب الجد الكبير
نظر لي نظرة باردة اخيرة قبل ان يوقع تلك الاوراق التي بيدة.. وياليتة لم يفعل ذلك ، لان عند نقلي لتلك الشركة الملعونة، تغير من حياتي الكثير

العناد الممزوج بالغضب الكبير الذي كنت اكنه لماكس في تلك الفترة طغت على عيناي من ان ارى تلك الانكسارة في عينيه البندقية.. جعلتني ان لا ارى بأنه لايريدني ان انتقل لشركة مازن فقط لانه يفعل ذلك عناداً بي.. وانما كان لذلك سبباً اخر!
بعد ان وقع رمى بذلك القلم على المكتب بحدة و اخبر جدي بشأن سفرة للندن ، وان مكوثة ستدوم طويلاً هذه المره

كلماته جعلتني ابلع ريقي بعد ان لم يبد الجد بأي ردة فعل لانني كنت اظن بأنه سيرفض،، لكنه لم يقل شيئاً

فكرت مع نفسي لن اراه طوال حياتي؟
كنت متوترة وانا اتخيل ذلك لكنني لم اعرف السبب
وكأنه بكلماته تلك قد سكب الماء على غضبي و حولها لتوتر و تساؤلات في ذهني

القى علي نظرة اخيرة غامضة قبل ان يخرج و يغلق ذلك الباب خلفة

جلست انا امام الجد و اقلب بالاوراق التي وقعها ببرود.. كنت اود هذا بشدة.. لمَ اشعر الان بشيء من الندم؟؟.. وكأنني بفعلتي هذا ازدت من بعدي من ماكس اكثر..
لن اراه مجدداً في الشركة و لن اسمع توبيخاته مرة اخرى و افعاله التي لا تعجبني ابداً.. اذاً لمَ اشعر بالشيء من الندم الان؟
امسكت الورقة بيدي و نظرت الى الجد الذي يبان عليه التعب  و الغضب من ماكس: هل نتكلم قليلاً؟
نزع بنظارته الطبيه ماسحاً على عينيه و اردف بصوتٍ متعب :تكلمي يا كلوريا لكن لا تطيلي لانني اود النوم قليلا..
: الا تشعر بأنك اطلت بالغضب على ماكس؟
: أتشفقين عليه الان؟.. كنت وكأنك تريدين قتله قبل قليل يا كلوريا
:انا لا اشفق عليه لانني اعرف مدى حبك له فهو اعز حفيد.. لكن.. اقصد بسبب انفصاله عن تلك الفتاة جوليا

:لا تذكريني بالامر فأنه يتعبني و بشدة..انه يستحق ذلك كونه لعب بمشاعر تلك الفتاة ووضعني في موقف لا يحسد عليه امام عائلتها ..

تنفست بعمق و انا انطق بكلماتي  و عيناي تملؤها الدموع: انظر ايها الجد.. بالرغم من ان لم يمر من مكوثي عندكم فترة طويلة.. لكنني احسست بشيء و اردت ان اخبرك به بعد ان رأيت فعلتك و غضبك من ماكس.. انت تمثل رمز السلام لعائله الازد.. تضع لهم القوانين و تسير بهم بالطريقة التي تحبها.. و الجيد في ذلك بأنهم خاضعين لك دون ان يسألوك عن سبب تلك الصرامة ، واشعر انني الوحيدة التي خالفت ذلك!
لكن..انظر لنفسك، انظر لي،، انظر  لتيا ولماكس
اننا محطمين .. من الخارج نبدو شامخين و محافظين على رمز من رموز عائله الازد.. لكن لتنظر الينا من الداخل!... منكسرين  و تائهين و لا نشعر بشيء

My happiness: سعادتيWhere stories live. Discover now