الجُزء الأولِ

5.1K 162 111
                                    





الساعَةُ السابِعة صباحًا، اغُلقِ منبهيّ للمرةِ الثالِثةِ، لا ارغبُ في الخُروجِ من السريِر، اشعُر بالتهالُكِ النفَسيّ، سيتكررُ اليومِ كمَا الأمسِ.

ارغبُ في الخُروجِ من هذهِ المدينِة، والإنفرادَ بذاتيّ فقطِ، رغُمَ كونيّ اعيشُ لوحديّ منذُ ان بلغتَ سِنَ الرُشدِ، اصبحتُ الفَا بائِس لا يفعلُ شيئًا سِوى النومِ وشربِ الكحُولِ والسجَائِر... لمَ اضع هدفًا لأعيشَ ولا اعتقدِ اننيّ بذِلك الشغفِ لأضعَ

اسكُن في هذا الحيَ البالِي، لا يعيشُ هُنِا سِوى الألفِا لذلِك يُعرفُ بأنهُ حيٌ لا يُرحبِ بتِلك المخلوقاتِ الضعيفهِ، لا اثَر لهِم بيننّا ولكِن قدَ تسمعُ صراخًا لأحدهِم في ليلةٍ مَا... فـ ذلِك الفَا قد اصطادَ فريسِتهُ

ولكِن من يهتَم...

لا احَدِ

قهوتيَ اولًا، ثُمَ السيرُ الى المدينهِ، لنَ ابقَى في المنزلِ حتَى مغيبِ الشمسِ، لا اريدُ انَ امُوت فـ يكتبُونَ على قبريّ ماتَ بائسًا في منزلهِ المُتهالِك!

مشيتُ في طريقِي المُعتادِ، لا اصدقَاءِ لديّ، ولستُ مَحبُوبًا ايضًا

نعمَ هُنا، مقعديّ في هذهِ الحديقةِ، امَام المُستشفَى...

حيثُ توفيتَ والدتيّ

احبُ الجُلوسِ هنُا منذُ خمسةِ اعوامِ، اخرجتُ السيجَارةِ من جيبيّ لأتنهدَ كونُها الأخيّرةَ لديّ، اشعلتُها بصُعوبهِ فـ ايضًا تِلك الولاعةُ تُعلنِ انتهائِها، انفثُ الدخَان من فمِيّ بينمَا عقليِ سارحٌ في مكانِ اخَر

لمَ اكُونِ وحيدًا ابدًا في مُراهقتيّ، لقدَ كانتِ والدتيّ معيَ، كُنت اعيشُ مستشعرًا حنانهَا ودفِئِها، كانتِ تبتسمُ بهدوءٍ فـ اشعُر اننيّ اعيشُ وانَ لوجُوديّ على هذهِ الحياةِ حظٌ عظيِم، ولكِن الآنِ...

لا اشعُر بذلِك...

منذُ رحيِلهِا وانَا شخصٌ اخَر، اشعُر وكأننيّ بلغتُ اعوامًا واصبحتُ بذلِك النُضجِ المُؤلِم، لمَ ارغبِ بذلِك ابدًا !

انا لا ازالُ في الخامسةِ والعشُرونَ ولكننيّ اشعُر بشعُورٍ رجُلٍ بلَغ الأربعينَ من العُمرِ، رأى الحياةَ بجميعِ زوايَاهَا، المُؤِلم منهَا والمُفرحِ، ذلِك شعُوريّ الأنَ ويبدُو ان جُزءَ الراحةِ في حياتِي انتهَى..

لستُ حزينًا ولا اتَمنى من تِلك السعادةِ ان تعَودِ ايضًا، اريدُ ان اقضيّ ايامِي بهدوءٍ حتَى ارحَل من هُنا، ليسَ مقصديّ هذهِ المدينِة بلَ هذهِ الحياةِ ايضًا


الساعةُ السادِسةَ مساءًا

الشمسُ تغربُ لهَذا اليومِ، استقمتُ بكللٍ بعَد ان تَيّبسِت العظامُ لإطالةِ جُلوسِي على هذا المقعدِ، اذهبُ ناحيةَ الحيّ خاصتيّ، خُطواتِي مُحددَة وقدميّ تتخذُ مسارًا واحِدًا كُل ليلةِ...

خُضوع ألفَا | vmin Where stories live. Discover now