1_ جذور واحدة من الأساس

220K 4.6K 1.7K
                                    

"الفصل الأول"
"رواية غَـــوثِـهِـمْ

            ”يــا صـبـر أيـوب”
         ________________

"وأنظر لحالي.... أنظر لحالي في خوفٍ وفي طمعٍ هل يرحم العبد بعد الله من أحدٍ"

_"النقشبدي"
_________________________

الطُرق مَفروضة و الحُرية مرفوضة، هي دنيا تشبه السجن للمؤمن و نُزهة الضال، عليك السير فيها بحثًا عن الأمان و الطمأنينة، وكأنك تبحث عن مأوىٰ وسط صحراءٍ كاحلة، إن أبصرت بها أملًا...أحرص حتى لا ينقلب ألمًا...
         ______________

مَنْ لي سِواك، ومَنْ سِواك يَرى قلبي ... ويسمَعُه؟ كُلّ الخَلائِق ظِلٌّ في يَدِ الصَمدِ
أدعوكَ يَا ربّ فاغفر زلَّتي كَرماً ... واجعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدي
وانظُرْ لحالي في خَوفٍ وفي طَمعٍ ... هَل يَرحمُ العَبدَ بَعْدَ الله من أحد؟
مَولاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُّ يَدي ... مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟

صدح صوت ذلك الابتهال عاليًا في سكون الليل بغرفته كعادته دومًا في الليل يُروح عن نفسه بكلماته، حيث ترسله إلى عالمٍ أخر حيث الهدوء و السكينة، انتهى صوت الابتهال فتنهد هو بعمقٍ ثم أغلق الصوت ثم فتح شرفة غرفته يطل منها على الشارع، لكن هناك صوت خطواتٍ أتت من الخارج أقرب إلى التَسحب وكأنها واحدة من الزواحف تسير على الأرض، وقد رافق تلك الحركة ظلٌ لاحظه "أيوب" من أسفل عتبة باب غرفته، فضيق جفونه بغموضٍ سُرعان ما تحول إلى الخبث وقرر اللعب هو الأخر.

_"أيوب عبدالقادر بكر العطار"
شاب في العام التاسع والعشرون من عمره، ملتزم دينيًا يسعى دومًا إلى منفعة الناس بعلمه و عمله، حيث مَنَّ الله عليه بتعلم أمور الدين الإسلامي.

ملامحه الهادئة دومًا تجعل من ينظر له يشعر بالراحةِ، السكينة تسكن وجهه، بشرته حنطية اللون حيث تمتزج بين البني الفاتح والبني الداكن، عينيه بُنيتين وأهدابه كثيفة باللون الاسود، طويل القامة وجسده قوي البنية، خصلاته سوداء كثيفة مرفوعة دومًا وكثيفة، لحيته السوداء المنمقة تُزين وجهه دومًا، على الرغم من الحزم البادي عليه، إلا إنه عُرف بالهدوء و لين الطبع.

خرج من الغرفة يسير بنفس سير الجسد الأخر الصغير وكأنهما سربًا مع بعضهما، ثم توقف لبرهةٍ عابرةٍ، ينتظر فيها مرور الأخر نحو وجهته _الغير معلومة _ ثم وقف على أعتاب المكان ينتظر القادم.

دخل الطرف الثاني بنفس طريقة السير نحو الثلاجةِ على الرغم من الظلام الدامس بالمكان يفتحها في منتصف الليل كما السارق يود تفريغ الخزينة، فتح بابها وظهر الضوء منها و مبتغاه بها مُنيرًا، ضرب كفيه ببعضهما في اشتهاءٍ واضحٍ ثم بلل شفته السُفلى وهو يقول بنبرة شرٍ:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن