61_ المُحتل أحتل أرضهم

49.1K 3K 859
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد والستون"

"يــا صـبـر أيـوب"
______________________

ربي إني قد وقفتُ على بابك ذليلًا
وفي شفائي بدون مجاورتك كُنتُ عليلًا..

أتيتُ والدمع مني يفيضُ وكأني
وسط كل الحشود لم يكن لي خليلًا..

جِيئتُكَ طمعًا في رضاك فأرجوك
أن ترأف بحالي وقلبي قد رجاكَ...

فالفيض منكَ يا واسع العطاء
فأرجوك بكل أملي ولا أملك سوى الرجاء..

_"غَـــوثْ"
__________________________________

قد يُكتب علينا من جديد الفراق
ورُبما يُحرم علينا الالتقاء... ويَستحيل بيننا اللقاء
أو نبقى في خطة الإنتظار حتى نمل من كثرة البقاء..
لكنني سأظل مُحتفظًا بكل الأمل في قلبي أنكِ أنتِ دومًا كنتِ ولازِلتي سببًا لوجود النقاء، فكما حُيِّزَ لنا من قبل اللقاء..
حتمًا سَيُكتَب لنا من جديد لنبقى سويًا لكن هذه المرة بدونِ فراق...
فدربي أنا أعلمه جيدًا وله من بين سائر الدروب استهديت، وأظنها هذه المرة ستتكرر وتُلقين سؤالك عليِّ لتسأليني كيف لسُبلكِ من بين شتى المسالك استهديت؟، وكما سَبق وقولتُ سأقولها من جديد وهذه المرة بكل أملٍ يحيا به قلب المرء:
"لا تسأليني كيف استهديت كان قلبي لعندي دليلي"..
فقلبي كما طريقي كلاهما أصدقائي، والصديق قد يحتاج لشبيهٍ، والشبيه لشبيههِ يطمئن.

<"نآسف لإخفاء الحقيقة، لم نَرد قتلك">

وقف "نَـعيم" في هذا المخزن الذي اختاره "مُـنذر" لكي يقابله به بعيدًا عن أنظار "ماكسيم" الذي يقوم بعملية إخراج الآثار اليوم من أرضها، رفع "مُـنذر" عينيه نحوه فوجده يسأله بلهفةٍ أقرب في صدى صوتها للوعةِ:

_طمني يابني، عرفت حاجة عن ابني ؟؟.

لمعت العبرات في عينيهِ وحرك رأسه موافقًا ثم هتف بثباتٍ قاتمٍ نتج عن روحٍ سبق وتم قتلها:

_عرفت عن أخوك اللي محدش كان يعرفه، والعيل بقوا اتنين يا حج، ابنك وابن أخوك "شـوقي" الله يسامحه بقى.

رفرف بأهدابهِ مستنكرًا وقع الكلمات على سمعهِ وكأنه يجرب إحساس السمع للمرةِ الأولى حتى باتت الكلمات مجهولة بأكملها وكأنه لم يعرفها ولا يعرف حتى مقصد مخارج هذه الحروف، ألم يكن واحدًا ؟ كيف أصبحا اثنين؟ الصدمات تتوالىٰ عليه بدون أي شفقة أو حتى رأفةً بحال قلبه الموجوع، ظهر عليه التيه وكأنهُ سُرِقَ من نفسهِ، أما الآخر فكما هو أقسم لنفسه أن يبقى مخفيًا عنه حتى يعود له بكامل حقوقه وأولهم حق ابنه المفقود، وحينما قرأ اللوعة في نظراته يسأله بكل أملٍ أضاف بنفس الثبات:

_أخوك "شـوقي" كان عنده ابن من واحدة اسمها "هدية" دي كانت تقريبًا جارتكم صح يا حج ؟.

زُهِلَ "نَـعيم" مما وصله وتذكر صورة هذه الفتاة أمامه، هي لم تكن غيرها نفس الفتاة التي سبق وحذر أخيه منها، نفسها التي أنذره إذا استمر في مضايقتها والتعرض لها وتوالت عليه الشكوات من أبيها حينها سيقوم بطردهِ من البيت، أقترب منه "مُـنذر" ينطق بآسفٍ له أو لربما لنفسه:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن