54_ الجرح لازال غائرًا

46.3K 3K 891
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والخمسون"

                  "يــا صـبـر أيـوب"
         ____________________

إلهي إنَّ قلبي في البُعدِ عَنكَ كان عليلًا
وبدون رحمتك يقسو قلبي ليكون بعدها
على أبوابك ذليلًا.

أرجوك ان لا تتركني لنفسي
وأن تسعني برحمتك فلطفك في الكونِ دارٍ
وعطفك كان دليلًا.

ربي أرجوك أن تُحبني فالحب فيكَ أملًا
ومعكَ أراني جميلًا.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

"الله لا يُقدر بين قلوبنا بالغُربةِ،
ولا على مُلتقانا بالغياب".

_مُنذُ الالتقاء بِكِ وأنا أرددها ولقلبي أُكررها حتى بات قلبي
يحفظها، أنا من أتيتُ إليكِ وكنتُ عنكِ غريبًا ومقطوعًا عن الوصلِ مع كل الأحباب ومثلي أنا أكثر ما يخشاه هو الغياب، لذا اسمعي لي واسمعي قلبي حين يُخبركِ:
"أن غياب الأحباب للروح عذاب،
وأن الوصل بين الطُرقات لم يوصد يومًا
في وجه القلوب الباب،
فحتى وإن عنكِ تغربت، ومن نفسي ضِعت
فحتمًا سيكتب لنا من جديد اللقاء من بعدِ الفراق،
مثل أول مرةٍ تلاقت بِنا السُبل وكان المُلتقىٰ هُنا..
حيث أتيتُ وبقيتُ بجوارك أنا.

            <"بارعٌ في صيد من أراد صيدي">

_ها !! مين بقى سلطك تخطفني فقومت أنا اللي خطفتك؟؟ أبقى قوله لما تشوفه إن الشيخ "أيـوب" متربي في حارة، وقوله برضه فيه مثل حلو اسمه تيجي تصيده يصيدك، و ابن "العطار" صياد شاطر، شوفت إزاي بينقلب السحر على الساحر؟.

"انقلب السحر على الساحر"
أتوا ليقومون بخطفه فقام هو بخطفهم، "أيوب" الذي لم تنتهي جبعته مما يحمل بداخلها، وقف بشموخٍ يتابع المخطوف ومن يجاوره، لازال جراب الحاوي يحمل بداخله الكثير والكثير وأولها حينما استطاع أن يقلب السحر على الساحر ويفرض شباكه عليهم، عاد بجسده للخلف ثم خلع سترته الخارجية وظل بالقميص فقط وقد شمر ساعديه حتى اتضح الخوف على ملامح الرجل المُكبل وقرأ "أيـوب" خوفه فنطق ببراءةٍ زائفة:

_متخافش والله، أنا بشمر علشان هقعد.

رفع جسده بعد جملته يجلس على مقدمة السيارة ثم ابتسم ببسمةٍ تتنافىٰ مع الموقف برمتهِ ومع الحوار بأكملهِ، وزاد من غرابة الموقف حين هتف بهدوءٍ عجيب:

_ها !! مين برضه اللي قالكم؟ أكيد مش حُبًا فيا يعني ؟.

تحدث الرجل بخوفٍ من "أيـوب" الذي خالف ظنونه وظنون مخدومه الذي أرسله إلى هُنا:

_محدش قالنا، إحنا كنا هناخد العربية واعتبرنا غلطنا.

رفع "أيـوب" حاجبيه بسخريةٍ وهتف مُرددًا كلمته بمزاحٍ تهكمي على حديث الرجل:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now