59_ مُفتاح الأبواب المُوصدة

46.2K 3K 1.4K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والخمسون"

                    "يــا صـبـر أيـوب"
         _____________________

إن هذا القُرآن يكفيه فخرٌ أنه
رحمةٌ قضتها السماء..

جاء بالحق…جاء بالحق
للقلوب ضياء..

فتلاشت من نورهِ الظلماء
جاءكم بالهدى كتابٌ كريمٌ

جاءكم بالهدى كتابٌ كريمٌ
عربي البَيْان فيه الدواء.

_"النقشبندي".
__________________________________

_عُرِف دومًا عن الغريب أنه عزيز النفس
يخشى أن يُهان…
لم يقوْ على الذُلِ ولا تقدر نفسه على طلب السؤال، قد يسلك كل الطرقات ويعيش في غُربةٍ، لكنه أبدًا لن يهين نفسه لمن لا يُغنيه عن السؤال؛ لكن…
لكن هذه المرة بدل كل طُرقاته وتخلى عن غربته ونزع من رأسهِ فكرة الغَياب، حتى أنه بدون أن تُغنيه أنتِ لجأ لمسلكك وخضع للسؤالِ، فأين من كرمك عليِّ وعلى قلبي الجواب؟ لكن دعيني أولًا أكررها عليكِ من جديد واسألكِ وأنتِ أكرم من رد سائلٍ والبُخلِ بالجواب، فهل إذا طلب منك قلب الزاهد المسكين أن تحفظيه في كنفك من غدر الغياب، وألا تُعيديه كما كان غريبًا بدون أحباب، فهل من قلبكِ ما يُريح البال؟
أم أنكِ كما الأبكم تعجزين عن إعطاء الجواب..؟.

      <"خشبة المسرح نحن، نتراقص بالممثلين">

حرك "ماكسيم" رأسه نفيًا بطريقةٍ درامية تمثيلية بوضوحٍ ثم هتف يسأله بسخريةٍ:

_لولا إني عارف إن "نـادر" ابنك كان زماني قولت إن هو، بس الغريب بقى الواد راح فين رغم إني عارف إن عيلة أصحاب البيت راحوا ملقوش الواد هناك، فقولي كدا بصراحة الواد فين يا "سـامي".

فهم "سـامي" أنهم يعلمون كل شيءٍ عن ماضيه لذا قرر أن يتعامل بنفس الطريقة التي كللتها الصراحة حين هتف بنبرةٍ هادئة نجحت في توتر الأخر وهو يستفسر منه بقولهِ:

_لو على الواد يا سيدي اعتبره في الحفظ والصون، بس متنساش إنهم كانوا اتنين مش واحد، يعني ابن "نَـعيم" وابن "شَـوقي" أخو "نَـعيم"، فأنتَ قولي فين ابن "شَـوقي" وأنا هقولك فين ابن "نَـعيم" ؟؟ إيه رأيك يا صاحبي؟.

العديد والعديد لم يُكشف بعد، والأبواب حتى الآن لم تُفتح على مصراعيها، هي فقط تواربت ليظهر من خلفها فقط إطار الصورة التي لم تظهر بأكملها، لذا نحن فقط في الانتظار لحين تُفتح الأبواب على مصرعيها أو ينفجر الجحيم في وجوهنا، أو لربما يكون انفجر الجحيم في وجه صاحب الجنسية الإنجليزية وهو يستمع لهذه الكلمات وقد ظهرت الدماء في وجهه بعدما تدفقت إليهِ، وجهه الأبيض أصبح خليطًا من الألوانِ فيما ابتسم "سـامي" بتهكنٍ وهتف بأسلوبٍ تمثيلي يماثل طريقة الأخر:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن