50_ بدون ونيسٍ

43.9K 2.8K 835
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الـفـصـل الخَـمـسـون"
        
                 "يــا صـبـر أيـوب"
           ___________________

_لبيك من دمعي، لبيك من بصري،
لبيك من قلبي

لبيك من روحي، لبيك من وجداني،
لبيك من سمعي، لبيك من أدمعي

يا منعما، غافر الرجاء، ومعطيا قبل الدعاء
مواجد الإحسان

أنا لا أُضام وفي رحابك عزتي،
أنا لا أخاف وفي حماك أماني.

_"نصر الدين طوبار"
__________________________________

لكنني هُنا...
ربما تكون مجرد صدفة أراد بها القدر أن نجتمع سويًا وكانت النتيجة أن أكون هُنا؛
فلا تخشيني ولا تخشي قُربي، لطالما أراكِ دومًا تخشين الجميع لكنني أنافيهم، فقط ثقي بي، فأنا لا أملك فعلًا قويًا سوى أن أبقى ويعلنها قلبي لكِ صراحةً فقط ولأول مرةٍ أنه بعد كل المسارات التي سلكها والغُربة التي حُكمت عليه، أنه لأجلك أصبح هُنا، فاسمعي قلبي الصادق حين يقول:

"أنا هُنا....أنا لأجلك هُنا".

           <"أتانا من العدمِ غوثٌ، مثل المطر">

حاولت "قـمر" بعدما تحركت لها "عـهد" لكي تحاول الأخرى لكن أيضًا نفس النتيجة المُحتم عليها بالفشل، مما جعل النيران تضرب بصدر "عـهد" وقد توقعت هذا الفعل لكنها كانت تحاول الهرب منه، مما جعلها تترك الأشياء ثم ركضت من البيت نحو الأسفل وخلفها "قـمر" أيضًا، فيما نزلت الأخرى نحو "وجـدي" تهتف بنبرةٍ عالية في وجهه:

_أنتَ غيرت الكالون !! ها !!.

سحب الهواء من النرجيلة الفحمية ثم أخرجه في وجهها وهو يقول بتبجحٍ دون أن يراعي روابط الدم بينهما:

_آه، أنا اللي غيرت الكالون وأنا اللي هبيع الشقة وأعلى ما في خيلك اركبيه يا بنت "محفوظ" وغوري بقى متطيريش الحجرين من نفوخي على الصبح.

شعرت بالقهر والغل يتفاقما بداخلها فاقتربت منه تمسك تلابيبه وهي تصرخ في وجهه بقهرٍ من قلبها المظلوم فتفاجئت به يدفعها بعيدًا عنه وهو يَسبها بأهلها فأسندتها "قـمر" قبل أن تسقط الأخري بينما "وجـدي" وجد الفرصة تأتي له على طبقٍ من فضة واقترب منها حتى يضربها وينتقم من زوجها فيها لكنه لم يضع في الحُسبان أن يجد كف "أيـوب" يمنعه ثم يقف أمامهما درعًا وهو يقول بتهكمٍ:

_ليك حظ تجرب كف "أيـوب".

اندهشت "قـمر" من تواجده أمامها وكذلك "عـهد" التي تشبثت بها فيما نطق "وجـدي" بتبجحٍ بعدما ابتسم بسخريةٍ:

_آاه، البيه اللي عاملي فيها شيخ وساكت على الفاجرة دي أنتَ وأبوك !! يا ترى المحروس جوزها عارف بقى ؟؟.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن