44_تلاقت السُبل من جديد

50.4K 3K 1.2K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والأربعون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
           __________________

ربي جئتُكَ عن حالى كما الغريب
أود منك الرحمة وأنتَ للسائل مُجيب

اسألك وإن كنتُ لا استحق سؤالك
لكنكَ الرحمٰن ولروحي الحبيب

ربي أعوذ بكَ مني فإني عَدوي
فأعني على نفسي إن حالى لغريب

وأنتَ يا عظيم..
أنتَ يا عظيم للسائل مُجيب
وفي القلب يسكن حُبك يا حبيب.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

بدأت القصة من وصفٍ غريب،
ذاك الوصف الذي تم به وسم الغريب
أنا من لا تعرفه بلدة ولا يرجع له وطنٌ ولا يقربه حبيب
أنا من تغربتُ عن حالي حتى أصبحت عن نفسي كما الغريب، أنتظر شروق الشمس في وطني
وأنتِ يا كُلي بكل وطني، فأنتِ الهوية في حين كوني الغريب، وكما قِيل في سالف الزمان:
"إذا أتاك غريبٌ، فأكرمه
ومن وصالك لا تحرمه"
وكما أخبرني والدي ذات مرةٍ:
"نُكرم غريبنا بالوصال"
فأين منكِ الكرمِ وأين في قُربكِ الوصال؟.

             <"هدفٌ رائع، لم يَمُس مرمانا">

_أخبارك إيه ؟؟ أحسن؟.

كان هذا سؤال "إيـهاب" لـ "سراج" الذي أومأ له بصمتٍ على عكس ما يشعر به، وعلى الرغم من شكوك "إيـهاب" إلا أنه قرر أن يصمت عن الأسئلة تمامًا،
وعلى جهةٍ أخرى في إحدى البنايات القريبة من محل وقوفهم كان هناك من يراقبهم، ويراقب تجمهرهم سويًا وما إن اجتمعوا مع بعضهم بدوا له وكأنهم صيدٌ سمينٌ، لذا شد أجزاء سلاحه ثم أطلق العيار الناري وهو يبتسم بثقةٍ لتصيب الرصاصة هدفها وسطهم.

أصاب الهدف وفعل ما طُلِبَ منه بالحرف بعدما أصاب العيار الناري وجهته المُرادة ثم أخرج هاتفه وهو يقول بثقةٍ:

_اللي أنتَ عاوزه حصل يا "ماكسيم".

أغلق الهاتف بعد جملته وهو ينظر لهدفه، فياترى أيٍ منهم هدفه وأيٍ منهم المُراد وأيٍ منهم صاحب الهدف ؟ لم يهمه هو أراد فقط أن يرسل لهم رسالةً ثم نزل وترك مكانه بعدما تمم على حاجتهِ.

في الأسفل سادت حالتي الهرج والمرج في الأجواء بعد صوت الطلقة التي ضُرِبَت بجوار الشباب ولم تُصب أيًا منهم بل فقط خدشت جسد "إسماعيل" تحديدًا بمنطقة الكتف، جرحٌ لم يكن عميقًا وكأن العيار الناري خُصِصَ فقط لهذه الحالة.

كان "إيهاب" حينها كما المجنون وهو يرى دماء أخيه وكفَ عقله عن استيعاب الموقف بل كل ما ظهر أمامه هو صورة أخيه بالدماء وهو يتفحصه حتى نطق "إسماعيل" يُطمئنه بعدما لاحظ توتره للمرةِ الأولى منذ صغرهما:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Kde žijí příběhy. Začni objevovat