47_ قد سبق السيف العزل

46.2K 2.9K 1.3K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـم"
"الفصل السابع والأربعون"

"يــا صـبـر أيـوب"

____________________

_ياربي إنها دُنيا فانية فلا تجعلها أكبر همي
فبات السير في طريقك أكبر حُلمي

أنا الضعيف وقلبي المُعذب من الذنوب
القلب الذي ضاع من صاحبه المكذوب

إنها قلوبٌ يملؤها في بُعدكَ الندوب
لكن ما يُصير لها عليها هو المكتوب.

فيا خالقي رحماكَ بهذه القلوب
قلوبٌ من قسوة دنياها هشة وتذوب.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

كيف حالك أيها الغَريب؟
ودعني تلك المرة أُلقي عليكَ سؤالًا يَخصك أنتَ لكنه يشغل بالي، فَـدعني أخبرك أن الإطمئنان عليكَ يُعني الإطمئنان على حالي،
فربما نكون عن بعضنا مجرد غريبين لكن حتمًا قبلها كنا شتيتين، شتيتان أرادت لهما الدنيا أن يتلاقيا سويًا وما كان هذا بمحتملٍ، لكنه تحقق وسار،
فربما تكون جمعت بيننا السُبل وكان المُلتقى هُنا
وياليتنا أول ما تعلمنا الخُطى أتينا إلى هُنا،
فمنذ أن أتيتَ وأخبرتني أن الشبيهين كلاهما للأخر يطمئن،
دعني أخبرك أن الزهور لموطنها تَحن،
وإن كُنت أنا وردةً فمن المؤكد إنكَ موطنٌ وإلا ما كان القلب لكَ حَن.

<"خيوط اللُعبة معي، فلا تأتي فُرادة">

كانت "مهرائيل" تقف خلف الستائر الموضوعة على مقدمة الرواق من جهة الداخل تستمع لهذه الجلسة التي انتظرتها ببالغ صبرها، كانت ترتدي فستانًا باللون الأسود ذي أكمام منتصفة الطول تصل لمرفقيها وقامت بفرد خصلاتها الشقراء لتكون لوحة رقيقة هي مبدعتها وهي اللوحة بذاتها في أنٍ واحدٍ.

في الخارج جلس "بيشوي" وجاوره "تَـيام" فنطق الأول شارحًا للموقفِ بقوله بنبرةٍ هادئة:

_أنا جيبت "تَـيام" معايا علشان عيب أدخل لوحدي، والمرة الجاية هييجي معايا أخواتي كلهم وأمي وكبيري الحج "عبدالقادر".

رد عليه "مـلاك" مُستحسنًا فعله بقوله:

_فيك الخير والواجب عمره ما يفوتك، على البركة.

تحدث "جـابر" بثقةٍ وكأنه لم يرضخ للهزيمة بهذه السهولة:

_طب ندخل في الموضوع علطول، أنتَ جاي تطلب أيد بنتي، وأنا موافق بصراحة.

ظهر التعجب على ملامح الجميع حتى "مهرائيل" التي نظرت لـ "مارينا" بحيرةٍ فحركت الأخرى كتفيها، لكن التعجب تلاشى فورًا حينما قال "جـابر" بإصرارٍ وكأنه يتحدى "بيشوي" بهذه الطريقة أو لربما يقصد معاندته:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now