41_ بين عرين الأسود

49.1K 2.8K 556
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد والأربعون"

                  "يــا صـبـر أيـوب"
           _________________

مالي سواكَ يا غوثي ومدَدي ..
مالي سواكَ ياسندي وياقوتي ..
فررتُ منكَ لمّا خفتُكَ
إليكَ لما وجدتُ الأمانَ لديك ..
يا مؤنسي في وحدَتي
يامُقيلي في عَثرَتي ..
ياصاحبي في غُربَتي ..
يا منقذي من كُربَتي ..
يارب .

"مُقتبس"

_"سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"
_________________________________

أكتب إليكَ اليوم لأخبر قلبك بحديثي، فأوده يعلم أن:
قدماي وطأتا أرضًا ظننتُ نفسي بها حُرًا كما الطير
ولم أضع قط في حُسباني أن أكون هنا الأسير،
فوقعتُ أسيرًا في سحرٍ أسودٍ ألقته عيناها على قلبي، وتسائلت من بعدها هل اسمي في لوح الحب لازال مكتوبًا؟ أم أن سحركِ رغم قوته يصبح مكذوبًا؟ فقلب المرء تملئه الندوب ولازال ضعيفًا يَحمل الصبر في داخله على الرغم من عدم كونه "أيوب" ولا يقو هذا الضعيف على تحمل معضلة "يعقوب" فأي قلوبٍ هذه تُسحرها طُرفة عينٍ ليقع الزاهد ويهوىٰ،
وأي أرواحٍ هذه تحمل بداخلها السكَنِ والمأوىٰ
وبين أسئلة عديدة بدون جوابٍ،
وبين هذا وذاك كان الجواب بذاته أن؛
"إذا القلب أراد أن يحتمي من الخوف، يجدكَ برغم خوفه منكَ أنتَ المأوىٰ"

       <نفس الذِكرى ونفس المكان، لكن هُنا أمان>

"في منطقة نزلة السمان"
تجهزوا للرحيل من المكان جميعهم بعدما ودعوا أهل البيت، ووقف "نَـعيم" يخبرهم بضرورة حضورهم إليه من جديد مع بعضهم وأنه في انتظارهم وكذلك طلب من "أيوب" أن يأتِ له وقتما شاء، والآخر كان أكثر من مُرحبًا بهذا، بينما "يوسف" فكان في وادٍ أخر، تعجب من نفسه ومن نطقه لما قاله، لكن القلب برر أن هذه هي الحقيقة، عيناها رغم حزنهما دومًا تحمل سحرًا وكأنها تخبره أنها تُنحي حزنها لأجله جانبًا لتحتويه هو وحده، هو فقط يتعجب قدرتها على القلب العاصي، الذي منذ رؤيته وهو يخون العهود ويعصي صاحبه، ذكرى مقاربة لهذه لم تترك عقله بل وضعته في مقارنةٍ _يبغض أهلها_ لكنه أجبر على الوضع بها، لذا سافر عبر رحلة ذكريات قصيرة منذ ما يقرب الثلاث سنوات.

              [ منذ ما يقرب الثلاث سنوات]

أوقف "يوسف" سيارته في نفس المكان الذي يقف به حاليًا ونزل منها ثم فتح الباب المجاور له لتنزل منه "شـهد" التي اعتلى الحماس ملامح وجهها، لذا ابتسم وهو يسألها بتعجبٍ:

_دا إيه السعادة دي كلها؟.

جاوبته هي بنبرةٍ ضاحكة وهي تطالع المكان حولها:

_علشان أخيرًا تكرمت عليا وجيبتني هنا، عاوزة أشوف "ليل" وعاوزة أتصور هنا زيك بنفس الصور، متعرفش دا كان حلمي إزاي.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن