42_ حريف المهنة

48.3K 3.1K 699
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والأربعون"

                "يــا صـبـر أيـوب"
          __________________

_مولاي جِئتُكَ نادمًا وفي كرمك طامعًا
وأرجوك لا تتركني لنفسي وألا تعدني عنك غائبًا

فتُشرق الشمس في رحاب قُربكَ
وبالبُعدِ عنكَ يُظلم الدربُ فأخشىٰ أن يصبح دربي مُظلمًا.

أرجوك بقلبٍ غطته الذنوب وأضحىٰ من ظلمتها
ظلامه دامسًا والنور في حضرتكَ يغدو مؤنسًا.

أرجوك ومن لي سواكَ
يلطف بعبدٍ غَرُبَ عنه النور والشيطان في سمعه هامسًا.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

_أثناء رحلتي في البحث عن الأمان
وجدتُ الضالة ووجدتكِ العنوان، أنتِ وإن كثرت كل الأسئلة
وتعثرت في المكان؛ لكل سؤالٍ أنتِ الجواب، ومن بين فراقٍ وعذاب، جمعنا المولىٰ وبرحمته ألف بين قلوبنا وسبب الأسباب،
فأنتِ وأنا وإن كانت كل الأناس عدونا، ستجمعنا سُبلٌ لا فُرقة بعدها ولا غَياب، أتيتُ ضائعًا وغريبًا لم يعرف طرقه كل الأحباب، فكوني للقلبِ ربيعًا مُزهرًا بعدما دمره الخراب، فإذا كان الغريب يُكرم بالوصالِ،
فالقريب وإن كان مهجورًا يُقتل بالغياب.

               <"قريبٌ قتله الهجر بالعذاب">

قطة صغيرة وقعت في عرين أسودٍ تلاشت من قلوبهم الرحمة والرأفة، لم تتصور أن الأمور قد تصل لهذه الحدود المُبالغ فيها ويتم نهشها من قِبل عائلتها، ألم يكن من المفترض أنهم يسعون لحمايتها ؟ كيف انقلب الأمر إلى ما حدث وتكالبوا عليها لتصبح وسطهم في أكثر لحظات ضعفها، نعم أخطأت حينما دلفت إلى هنا لكن ثمن هذا الخطأ دفعته أكبر من قدرة تحملها.

وجهها تورم من الصفعات التي تلقتها على صفحات وجهها، وظهر الضعف والقهر عليها خاصةً حينما أمسكتها عمتها من خصلاتها واقتربت بها من الباب تلقيها خارجًا وقد رافق هذه الحركة قولها الذي أعرب عن غِلها القانط بين ضلوعها تجاه هذه الفتاة:

_غوري في داهية تاخدك أنتِ وأمك، يلا يابت من هنا ولو عتبتي هنا المرة الجاية هخرجك ميتة، غوري يا بنت البجحة، جتها نيلة أمك واللي بلانا بيها.

لم تقو "عـهد" على الرد عليها فشعور القهر أكبر من قدرتها على العناد لكنها رفعت رأسها تطالع نظرات عمتها المسمومة وكذلك عمها الذي وقف خلف شقيقته يحدق النظر فيها فبصقت في وجهها ثم قالت بنبرةٍ باكية:

_جته نيلة اللي خلف ونسي يربي، العيب مش عليكِ، العيب على اللي عامل فيها راجل وراكي وهو حتى محصلش عيل لسه في حضانة.

همت عمتها بالاقتراب منها من جديد فتدخل "وجدي" يمنعها ثم قال بنبرةٍ جامدة:

_سيبيها، توريني هتعمل إيه، وأنا اللي ييجي يكلمني هقوله جت تتهجم علينا في بيتنا، هي لا عندها عقد ولا معاها ورق يثبت حقها، إذا كان ليها حق هنا أصلًا، إيه اللي جابها هنا وهي محلوف عليها ما تدخل البيت دا، وعلى العموم سنوية أخويا قربت، وعلشان لا ضرر ولا ضرار أنا هبيع الشقة وأقسم فلوسها بيني وبينك يا "نشوى" دا حق ياختي لامؤاخذة.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن