15_الوريث الوحيد

39.8K 3.1K 1.3K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس عشر"
       
                 "يــا صـبـر أيـوب"
     ______________________

يا إله العالمين
يا إله العالمين حنيني دائم
والقلب شاك عليل
سال دمعي يا إلهي
ولولا غربتي ما كان دمعي يسيل
غربتي نجوى ونيران شوق
وأسى باك وليل طويل
وما لي رجاء غير أن تسعى إليك السبيل
إذا ضاقت فنجوى دعائي
حسبي الله
حسبي الله ونعم الوكيل
بالله إيماني وفيه رجائي
وإلى علاه ضراعتي وبكائي
يا مؤنسي في وحدتي
يا منقذي في شدتي
يا سامعا لندائي
فإذا دجا ليلي وطال ظلامه
ناديت يا رب كنت ضيائي
سبحانك جل جلالك يا الله

_نصر الدين طوبار.
_______________________

_ أليس من الخيبات أن يُختصر عمر الإنسان في كلمة "لـماذا" تلك الكلمة التي تتجول في العقل كل لَيلةٍ وكأنها تقف أمام راحته بالمرصاد، لماذا حدث كل هذا من البداية، هل يدك هي التي اقترفت هذا الخطأ، أم أنه حظك المتعثرالذي اوقعك ؟ أم أنك فقط مجرد جسدٍ رخو تضربه الأمواج كما تشاء؟ إذا كانت الرياح تأتي بما لا تشتهيه السُفن، فرياح طريقي دومًا تأتي كما يشاء الآخرون وفي نهاية الأمر أقف أنا المهزوم…وقلبي مكلوم.

ظهرت اللهفة في نظراته بعد حديث "أيوب" فيما ابتسم الأخر من جديد ثم قال بنبرةٍ هادئة:

_اللي ليك عندي عزومة حلوة في بيت العطار و طاجن بامية من أيدي، والفخار نفسه صناعة أيدي أنا، أظن كدا لو موافقتش يعني هفهم إنك مش طايقنا.

تنهد "يوسف" مُطولًا ثم قال بنبرةٍ جامدة يحاول توصيل تهديده لهم:

_أظن أنا مش جاي هنا علشان اتعزم، أنا جاي هنا علشان أخد اللي ليا وامشي، وأنا متأكد أنهم هنا، ومتأكد أنكم عارفين طريقهم، يعني كتر خيري أني مستحمل كل دا من غير ما استخدم أي طريقة تانية ومراعي أني ضيف هنا.

اتصف "أيوب" بالقوة وهتف مؤكدًا من خلال اتكائه على أحرف كلماته:

_وعلشان تاخد اللي ليك لازم تكون تستحقه، صدقني مش من مصلحتنا نخبي عليك، بس دي حياة ممكن تتهد، ليه مقتنع اننا هنأذيك؟؟ طب بالله عليك دا شكل واحد يأذي ؟؟

سأله بمزاحٍ جعل "يوسف" يمعن نظره في وجهه حتى بدا مُتخبطًا ليستغل "أيوب" تخبطه هذا وقد نزل ببصره على الشطيرة في يده ثم رفع بصره من جديد يقول بنبرةٍ هادئة بعدما ابتسم ببشاشةٍ:

_تعالى معايا دوق عمايل ايدي، مش هتندم.

تنهد "يوسف" بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ رخيمة:

_اتفضل لحد ما أغير هدومي.

دلف "أيوب" براحةٍ وهو يبتسم له، ثم أغلق الباب، بينما "يوسف" طالعه بنظراتٍ مُتفرسة ثم قرر الانسحاب من أمامه للداخل، بينما "أيوب" تبدلت نظراته إلى الغموض وكأن كلٌ منهم يحاول سبر أغوار الأخر ليبدأ في صد مناوشاته إذا بدأ حرب الكر والفر.
________________________

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz