21_ دُهست بدونك.

52.4K 3.4K 1.9K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد وعشرون"

                     "يــا صـبـر أيـوب"
         _____________________

أقُومُ بالليّل والأسّحارُ سَاهيةٌ
أدّعُو وهَمّسُ دعائي.. بالدُموُع نَدى
بنُورِ وَجهِكَ إني عَائدٌ وجلُ..
ومن يعد بك لن يَشّقى إلى الأبدِ..

_النقشبندي.
_________________________

كانت تُنافي العالم في كل وصفه وصفاته، كل العالم يظهر بوجه السراب وهي وحدها الحقيقة، كل العالم كاذبين وهي وحدها الصادقة، كل العالم مُخادعين وهي وحدها الثابتة، كلهم بوجه الباطل وهي الحق، هي وحدها من تملك القوة والأثر، كل الأناس عابرين أما هي فاستوطنت القلب، هي وحدها من هدأ ضجيج رأسي بقربها هي وحدها فقط لأنها؛ هي.

_هي "قـمر" اللي تخصني ؟؟

هتفها "يوسف" مُستفسرًا بنبرةٍ جامدة أعربت عن شرٍ قادمٍ فلم يجد "أيوب" بُدًا من الكذب لذا حرك رأسه موافقًا وعيناه تلمع بإصرارٍ لم يقو "يوسف" على تكذيبه، ليصلهما صوت "علاء" مستنكرًا بقوله:

_تخصك أنتَ كمان !! الله… واضح إن الشيخ مزعل ناس كتير.

انتبه له كلاهما، فهتف "يوسف" بشرٍ وصدره يعلو ويهبط من فرط التأهب الذي استعد به جسده وتشددت به أعصابه عند سماعه ماسبق:

_وأنا ميهونش عليا زعلك يا ريس.

قال جملته ثم رفع كفيه يهبط بهما على وجه "علاء" فابتسم "أيوب" ساخرًا وهتف بنزقٍ يخالف فرحته في الأخر:

_ليه بس كدا يا "يوسف" ؟؟!

أجفل جسد "علاء" من صفعتي "يوسف" له والذي على الرغم من عدم رؤيته لها من قبل إلا أن تلك النزعة الرجولية نُشِبَت بداخله على الفور كما تنشب النيران وسط المواد القابلة للاشتعال، وأي اشتعالٍ هذا !! شقيقته تُذكر أمامه بسوءٍ وهو يتوجب عليه أن يصمت أو حتى يتحلى بالصبر؟!.

تحدث بصوتٍ هادر يعبر عن جَمَّ غضبه الذي أخذ يتفاقم وهو يمسك تلابيب "علاء" الذي بدا مذعورًا أمامه فالفارق بينهما واضحًا للعيانِ:

_مدوراها !! أختي أنا مدوراها يا ابن ******، أختي اللي أشرف منك ومن عيلتك ومن أمك يا عِـرة … مدوراها؟؟ اللي مدوراها دي تبقى أمـ…..

أوقفه "أيوب" قبل أن يتطاول أكثر من ذلك ويذكر أم الأخر بسوءٍ وقد حال بينهما قائلًا بثباتٍ:

_كله إلا سيرة الأم !! هو عندك أعمل ما بدالك فيه، بس نذكر أمهات حد بسوء أو نغلط في شرف حد، مش حمل كدا.

كان التحدي سائدًا بينهما من خلال النظرات الثاقبة ولازال "علاء" أسيرًا بين قبضتيه يطالعهما بخوفٍ وهلعٍ افصحته نظراته وهو يزدرد لُعابه خائفًا منهما، حتى قام "يوسف" بالضغط على فكيه وهتف بنبرةٍ جامدة وهو يدفع "أيوب" على الضفة الأخرى لمكانهم:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now