12_ذكر اسم من ؟.

47.1K 3.1K 1.9K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني عشر"

                   "يــا صـبـر أيـوب"
               __________________

من سُنن الحبيب:

_من المستحب احتضانُ الحزين، واستدلَّ العلماء على ذلك، بموقف الرسول ﷺ مع جذعِ الشَّجرة الذي بكى من حنينهِ إلى النَّبي ﷺ؛ فسمعه الرسول ﷺ فمسح عليه واحتضنه.
ثمَّ قال ﷺ: «لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ؛ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

_صلوا على حبيبنا الرسول ﷺ
____________________

_حينما نزلت الصفعة على وجهي لم تؤلمني هي بذاتها إنما ما ألمني بحق هو رؤية صاحب الكف الذي لطم وجهي بدون رأفةٍ، من ظننت في وجودهم النجاة هم نفسهم من ألقوني كما الغريق في المياه، تلك التي ظننتُ أنني مخلوق فقط لأجلها ومساراتي تقودني إليها كانت هي نفسها من قتلتني بنظرة قسوة من عينيها، أصبحت أسيرًا لحزني وبؤسي، أخبروني أين أجدني، أين أنا مني…أين نفسي ؟؟.

تلك الصدمة التي شلته وهو يراه أمامه بعد كل تلك السنين !! نسخة أخرى أقرب لوالده ناهيك عن جموده وقسوته وهو يقف أمامه ليثبت له أنه يختلف عن أبيه تمامًا، وقف "عبدالقادر" أمامه بعينين دامعتين فيما ظل الجمود ساكنًا في ملامح الأخر حتى نطق بنفس الطريقة الخشنة:

_هــمـا فـيـن يـا حــج ؟؟ اللي ليا هنا حياة كاملة، مش هتنازل عنها، قدر مشواري وموقفي وأظن إنك عارف كتير.

ضغط "عبدالقادر" على جفونه يخفي دموعه وتأثره فحقيقة كهذه تظهر أمامه بالطبع لها أثرًا كبيرًا عليه لذا اهتز جسده وعلا ضغط الدم في رأسه وقد لاحظه "أيهم" لذا أمسكه يقول بلهفةٍ وقلقٍ عليه:

_مالك يا بابا، أنتَ كويس ؟؟.

رد عليه بنبرةٍ خافتة أظهرت تيهه وضياعه:

_متقلقش…أنا بخير الحمد لله، وديني البيت بس أخد الدوا.

أسنده "أيهم" فيما وقف "يوسف" يتاعبهما باهتمامٍ حتى نظر له "عبدالقادر" بعينين لامعتين بصفاءٍ قلما وجده في أعين أحدهم له، فتحدث "عبدالقادر" بنبرةٍ واهنة يقول:

_تعالى معايا يابني البيت نورني، الكلام مش هينفع هنا.

هَمَّ "يوسف" ينطق مُعترضًا فقاطعه "عبدالقادر" بعدما قرأ الاعتراض في نظراته بلهجةٍ سلحها بالقوةِ رغم ارتجافة أوصاله:

_لو ابن المرحوم فعلًا زي ما بتقول، يبقى تيجي معايا علشان "مصطفى الراوي" عمره ما رفضلي طلب.

عند ذِكر والده لمعت عيناه بدموعٍ حارقة ونطق آملًا في الحصول على مبتغاه:

_يعني أنا جيت عنوان صح؟؟

ربت "عبدالقادر" على كتفه مُبتسمًا وقد تأثر هو الأخر وظهرت اللمعة البراقة في عينيه، ولولا الهيبة البادية على كليهما لكانا بكيا سويًا في ذلك اللقاء الغريب الغير مُرتب له من الأساس.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن