39_عَواقب القرار.

46.1K 3.1K 847
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والثلاثون"

                   "يــا صـبـر أيـوب"
         _____________________

إلهي أتيتُكَ اشكو حزني ووجعي
جئتك نادمًا وقد فاض وسال دمعي

لا يوجد سِواكَ يجبر خاطري ويمحو تعبي
ولا منقذٌ غيركَ يقيم خطوات دربي.

نفسي ضعيفة وأعلنت عليَّ الحرب
فَكُن لي عونًا واكتبلي النصر في حربي

أرجوك وسكنَ الرجاء بات موجودًا بقلبي
ومن غيرك يعلم القلوب وما بها سِواك يا ربي.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

"يُكرم الغريب بالوصال"
عبارةٌ رددها لي حكيمٌ ذات مرةٍ أن الزائر الغريب نكرمه بالوصل وليس بالبُعد، لذا تعمدت أن آتيكَ غريبٌ لأنعم من كرمك بالوصال، وأي وصلٍ هذا؟
هذا الوصل مرتبط بالأمان، مرتبطٌ بِكِ أنتِ
وعند إعطاء الأشياء لمسمياتها الحقيقية قلبك لم يكن قلبًا
بل كان مدينة دافئة احتوت في قلبها غريبًا وكانت له الأمن والأمان بعدما كان مُشردًا في مدينةٍ اتسم أهلها بالقسوةِ، لتأتي أنتِ كما طبيب البلدةِ تُكرمي هذا الغريب بوصالكِ، لاتأكد أنا أن ما قيل في سالف الزمن كان حقيقة وهو:
"يُكرم الغريب بالوصال".

                <"صـاحـب الـحـق عَـفي">

جلس "سعد" بجوار "شكري" عند أعتاب محله من الداخل يدخنان معًا السجائر المُخدرة يهربان من الواقع بغطاء الرأس المصنوع من الوهم وتغطيه اللامبالاة، وأثناء جلوسهما تحدث "شكري" مستفسرًا:

_وبعدين يا جدع هتعمل إيه؟؟ لازم تخفى يومين كدا.

انتبه له "سعد" فزفر بقوةٍ ثم أشار على موضع رأسه وهو يقول:

_ما تُفكك بقى، كلت دماغي وطيرت السيجارتين، داهية تاخد "أيوب" على أبوه على "يوسف" على عيلة "العطار" كلها، يولعوا كلهم في ساعة واحدة.

في نفس اللحظة فُتحَ باب محله بواسطة "أيـهـم" الذي قال بنبرةٍ عالية وصوتٍ متهدجٍ بفعل غضبه المشحون داخل صدره:

_الولعة دي هتمسك في اللي خلفوك ولو عيلتك جابت دكر واحد ييجي يخرجك من تحت أيدي يا حشاش.

أنهى حديثه وهجم عليه في طُرفة عينٍ يحكم حصاره عليه في نفس اللحظة قبل أن يلوذ الأخر بالفرار من المكان، بينما الأخر عماه غضب الثأر خاصةً حينما وقع بصره على جسد شقيقه الذي لم يقص معاناته بل نطقتها جروحه الغائرة وسردت معاناة عاشها أخوه مكبل الأيدي محكم الحصار عليه وهاهو أحكم حصاره على هذا الوضيع ليريه نسبة قليلة مما تعرض له شقيقه، متخذًا بمبدأ العين بالعين.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now