65_ رحيل بدون عودة

47K 3.1K 1.5K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والستون"
    
                  "يــا صـبـر أيـوب"
        _____________________

قصدتك يا كريم ولا أملك سِوىٰ الرجاء
ضاقت عليَّ السُبل ولازال القلب يتمسك بالرجاء..

أدعوك كما أمرتني ولا حيلة للضعيف إلا الدُعاء
فمهما طال ليلي حتمًا برحمتك ستنير السماء

أناجيكَ وقلبي يسكنه بكل قوةٍ العناء..
أطلب منك يا رحيم ومن غيركَ يرحم الضُعفاء.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

_لا يَهمُ من أنتِ أو من أنا..
ولا يهم حتى كيف تلاقت السُبل لنضحى هُنا،
ما يَهُم حقًا هو أننا غدونا معّا بعد العوائق..
تلاقينا لنسعد ونكون آمن الخلائق،
فَـكنا غريبين، ولا أنتِ سبقَ ورأيتيني
ولا سَلفَ الزمان لكِ أن تقابليني..
فربما تكون طلبتها القلوب ذات يومٍ،
والقلب يحدثني أنكِ تُشبهيني،
قد نكون ضِعنا من بعضنا سابقًا، لكن القلوب وإن ضاعت تعود من جديد بأمر خالقها ومولاها،
فسبحانه خالق القلوب هو مُقلبها وسَواها..
وهو من جعل من كان غريبًا يسكن في مأواها..
والزاهد من بعد زُهدهِ يُفتن بها ويقع بهواها.

      <" عفوًا أنتهى العَرض، لقد فُزنا بصمتنا">

حالة هدوء شقت الأجواء تُعلن عن قدومها، سيارة الشرطة تصف في منتصف الحارة يترجل منها رجلٌ صاحب هيئة طاغية تُجبر الرائي على السكوت أمامه، عيناه كما نظرات الصقر الجارح وهو يتطلع إلى المُلقىٰ أرضًا يشبه الموتى، وذلك الجرح الغائر الذي توسط ذراعه الأيمن نتيجة نصل المدية التي ترك أثرها "يـوسف" ثأرًا لكرامتهِ كرجلٍ تم التهديد بالخوض في عرضهِ، أما "أيـوب" فعاد كما كان هادئًا وقد ارتدى سترته السوداء من جديد وأغلق السحاب ليصله صوت الضابط ساخرًا بتهكمٍ وهو يشير إلى "سـعد":

_ودا إيه دا إن شاء الله؟ في عربية داسته؟.

هتف "أيـوب" ببرودٍ يتنافى تمامًا مع سابق أفعاله:

_لأ دا كان ماتش كورة، بس شديد شوية.

في تلك اللحظة طَلَّ "أيـهم" الذي هتف مُرحبًا برفيقه قائلًا:

_"أكمل" باشا بنفسه؟ اتأخرت ليه؟.

هتف الأخر بعدما ابتسم رغمًا عنه عند رؤية صديقه:

_كل حاجة جت فجأة معلش، أخده خلاص؟.

التفت "أيـهم" إلى شقيقه يسأله بسخريةٍ وكأنه يُخير صغيره أو ما شابه ذلك وهو يهتف:

_ها يا حبيبي؟ نفسك في حاجة تاني؟.

كتم ضحكته ثم هتف برضا يخبر شقيقه بقولهِ:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Donde viven las historias. Descúbrelo ahora