74_ يَـومٌ لكَ ويَـومٌ عَليكَ

51.7K 3.1K 751
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والسبعون"

"يــا صـبـر أيـوب"
____________________

أخشاني بعدما من نفسي ضِعت
لكني ضعيف ومن نفسي رجعت..

أسألك أن تقبلني في رحابك، وأنا
أنا العبد الفقير قصدتُ بابك..

أناجيك برغم قلة الحيلة
ولا حيلةٍ لي سوى الرجاء..

أناجيك بقلبٍ يرتجف من الخوف
وأنتَ وحدك القادر على إزالة العناء..

_"غَـــوثْ"
__________________________________

الحُب حـربٌ والبُعد كَـربٌ..
فإذا أردت الرحيل فَغِب كما تشاء لكنك حتمًا ستعود،
فإذا كانت طُرقاتك تفضل الرحيل وتطلب الغياب،
أنا أناقضك لأن طرقاتي قوية تُجبرك على الإياب..
أيعقل أن يرحل المرء عن وطنٍ كان له ذات يومٍ بكل الأحباب؟ أم أن القلوب حينما تخشى الهوىٰ تفضل لنفسها العذاب، أرحل كما تشاء...
لكنك ستعود مُجددًا تطرق من جديد الأبواب..
وأنا صاحبة الكرم ولن أوصد في وجهك الباب،
حتى من نقاء الروح وسلامة القلب؛
لن ألقي عليك بكلمات العتاب،
ولا حتى سأسأل من قلبك حق الغياب..

<لا تُراهن على قوي تحدى ضعفه">

اندمج "يـوسف" في الملف الذي يمسكه وهو يدقق في الأرقام بعينين ثاقبتين وذلك لقلة ثقته بمن يعملون هنا، استمر دون أن ينتبه للوقت الذي مر عليه حتى فُتحَ باب مكتبه مثل حركة دفع الإعصار ليطل بعدها جسد أحدهم، علم هو هويته بنظرةٍ خاطفة وأعاد عينيه لما يفعل وقد ابتسم بزاوية فمه وهو ينطق بتهكمٍ:

_قولتلك قبل كدا دا مش كباريه أمك علشان تدخل كدا كأنك داخل تحيي الليلة، مش فيه باب تخبط عليه يا أنكل؟.

أقترب الأخر منه بعدما أغلق باب المكتب ثم بحركةٍ سريعة مباغتة أخرج من ظهره سلاحه يشهره في وجه "يـوسف" وهو يقول بنبرةٍ عالية هادرًا من بين أسنانه:

_كدا خلصت معاك يا ابن "مصطفى" أنا مش هفضل تحت رحمتك كتير اللي هيخرج من هنا يا قاتل يا مقتول.

قال جملته ثم شد أجزاء سلاحه ليشرع في قتل "يـوسف"، لم يهمه الأمر بعد الآن، سيقتله حقًا ليتخلص منه بصورةٍ نهائية، يكفيه ذعرًا حتى الآن، لقد حان الوقت لكي يرد هو عليه ويتولىٰ زمام الأمور، والاسم هنا "قاتل أو مقتول" !! هكذا فكر "سامي" الذي أراد إنهاء كل شيءٍ، أراد أن يفعلها وهو يتخلص منه ومن الخوف الذي لاحقهما منه منذ علمهما بما عرفه هو، كانت شجاعة فريدة من نوعها يتسم بها هذا الوضيع عديم الشرف كما يلقبه..

من المفترض في هذه الحالة أن يخاف كثيرًا، يهاب الموت خاصةً مع نظرات الأخر الذي ازدادت حدةً بعدما أنتوى على هذا الفعل وقد ترك "يـوسف" مقعده ووقف خلف مكتبه وهتف بلامبالاةٍ يبرع في إصدارها:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن