31_مفسد الفرحة

42.4K 3K 2.2K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الحادي والثلاثون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
          __________________

سُبحان من بسطُ الأرض على ماءٍ جَمُدَ..
سُبحان من أرسل موسىٰ ولدًا بغير أمٍ إلى أمٍ بغير ولدَ..
سُبحانك…سبحانك…سبحانك جل جلالك يا الله.
تبارك مُنزل القرآنِ للأرواح تأمينًا…سنحفظه ليحفظنا..
ونرويه فيروينا…صِراط النور في القُرآن قبل الشمس يهدينا.

_"نصر الدين طوبار".
_________________________________

ربما أكون الغريب عنكِ وعن عالمكِ لكن صدفةٌ حدث ماحدث لأكون داخل هذا العالم، لا يهم الأمر إن كان بإرادتي أو رغمًا عني، لكن ما أعرفه حقًا أنني هُنا، عالمٌ فريدٌ من نوعه مِثلُكِ تمامًا، كل شيءٍ هنا مثلي "غريب" لكنه مثلي أيضًا هُنا، دعيني أتخيل نفسي كما هذه الأشياء، لكن الفارق الوحيد هو أنك لا ترغبين في وجودي، ربما هي أشياء لا تنفع ولا تضر، لكني أخشى عليكِ أن يمسك في وجودي الضُر، لا أخشى الحياة بذاتها، لكني أخشى الحياة من بعد فراقٍ ويا ويل القلوب المُحبة من فراق أحبتها، أخشى أن أعود كما كنتُ غريبًا، أخشى عتمة دربٍ أُضيء بكِ.

   <"كما الفارس في ميدان المعركة، فقط أنظر له">

انتفض "سعد" من محله بصدمةٍ أقرب في تأثيرها إلى الصاعقة الكهربية بعد حديث "يوسف" الذي أخبره بعقد قرانه عليها هي !! اندفع يمسك تلابيبه وقد أخرج سبابًا خارجًا من بين شفتيه فيما وقف "يوسف" ثابتًا وصامتًا لم يهتم بما يفعله الأخر ليأتي "أيهم" فجأةً ثم أمسك كفي "سعد" ينزلهما عن "يوسف" وهتف بنبرةٍ جامدة لكن لم يخفى عنها الاستفزاز:

_كدا ؟؟ في حد يمسك العريس بالشكل دا؟؟.

ابتسم "يوسف" رغمًا عنه فيما التفت له "أيهم" يقول بعجالةٍ من أمره:

_يلا يا عريس، الناس مستنية والمأذون قرب.

اندفع "سعد" بلهفةٍ ولازالت الدهشة تتملكه وتساوره الشكوك حول الموضوع:

_هو الموضوع بجد ولا إيه ؟؟.

أبتسم "أيهم" بسخريةٍ وهتف بوقاحةٍ:

_أومال جايين نهزر معاك يا شمام أنتَ ؟؟ شكلك فاضي.

قال حديثه ثم التفت بكامل جسده لـ "يوسف" يمسك مرفقه وقد سار معه الأخر بهدوءٍ تامٍ فيما وقف "سعد" مذهولًا يتمنى أن تصبح تلك خيالات من المواد المخدرة التي يتعاطاها ولا أكثر من هذا، ارتمى على المقعد بجسدٍ رخوٍ وكأن هموم العالم أُلقيت فوق عاتقه.

وقف "أيوب" في الأسفل أمام المسجد الكبير على أبواب الحارة وحينما لاحظ قدوم "يوسف" و "أيهم" تنهد براحةٍ ثم وضع هاتفه في جيبه من جديد بعدما كاد أن يتواصل معهما، وما إن اقتربا منه هتف بلهفةٍ يستفسر منه:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now