26_شِيم الرجال

42.4K 3.1K 928
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس والعشرون"

                   "يــا صـبـر أيـوب"
              ________________

يا رب قد فسد الزمان فنجني
وقلت حيلتي فتولني،
يا رب من كل المصائب عافني،
ولو عجز الطبيب فداوني،
يا رب يا كافي من كل شر اكفني.
لقد ضعفت يا ربي ولا غيرك يقويني ..
لقد يئست ولم أفقد فيك يقيني ..
لقد ضعت ولا سواك يهديني ..
لقد غرقت وأنت وحدك منجيني.

_"الطبلاوي".
_____________________________

"لعلَ البلاء الذي لا تحبه يقودك إلى قدرٍ جميلٍ لم تكن تحلم به"
حينما وقع بصري على تلك العبارة لم أفهمها أو بالأحرىٰ لم أشعر بمصداقيتها، لكن ثمة قدرٍ جمعني بكِ أراد أن يخبرني عن الجواب فيكِ، ومن الأغرب لغريبٍ مثلي أن يرى فيكِ الجواب، كنت أنا التائه وأنتِ العنوان، كنت الزاهد وأنتِ الغواية، كنت الغريب وأنتِ الوطن، كنت الوحيد وأنتِ الونس، كانت الدنيا الداء وبقربك الدواء، لا يهمني من أنتِ أو من أنا….فقط كل ما أريده أنا أبقى بجواركِ هُنا.

      <"صامد وشجاع…لم أعرف يومًا الخداع">

اتسعت عينا "أيوب" وعلم أن "سعد" وصل لحد الثمالة وأن العقل لم يكن به لو ذرةٍ حتى يتعامل معه بها وخاصةً وهو يمسك بالطفلة بين يديه فأضعف الإيمان لشخصٍ مثله أنه يلقيها على الطريق لذا وقف "أيوب" يحاول التوصل لحلٍ ينقذ الصغيرة من بين براثن ذئبٍ مثله انتُزِعَت الرحمة من قلبه، وهنا هتف صوت عقله بقوله:

_هيا…هيا يا "غَــوثْ".

كان هذا قول عقله ينبئه بكيفية التصرف فيما هو مقبلٌ عليه لذا تنهد بعمقٍ وقال بخضوعٍ للأخر:

_براحتك يا "سعد" اتفضل بقى رَوحها علشان دي عيلة صغيرة وأكيد المدام قلقانة على أختها، مش كدا؟؟.

فرق "سعد" جفونه الملتصقة ببعضها بصعوبةٍ بالغة بسبب المخدرات التي يتناولها باستمرارٍ، أراد أن يمعن النظر في وجه من يحدثه لكنه فشل لذا تمسك بالصغيرة أكثر ورفع قدمه فوق الرصيف حتى يسير بالصغيرة وقد أولاه ظهره لكي يسير في طريقه، وقبل أن يلوذ بنفسه وجد "أيوب" ينقض عليه من الخلف يكبل جسده وقد فعل هذا بعدما ضمن أمان الصغيرة التي سكتت فور رؤيتها له، وقبل أن ينطق "سعد" خطف "أيوب" الصغيرة منه يحملها على ذراعه وباليد الأخرىٰ قبض على عنق "سعد" قائلًا من بين أسنانه:

_لو سمعت ليك صوت أنا هخلص عليك.

دفعه بيده ثم اتجه بالصغيرة نحو السيارة يضعها بداخلها وما إن أجلسها على المقعد المجاور لمقعد قيادته أمسك وجهها بين كفيه يحدثها بلطفٍ ويقول:

_مش عاوزك تخافي هو كان بيهزر بس هزاره رخم شوية خليكِ هنا وأنا راجعلك، تمام ؟؟.

حركت رأسها موافقةً وهي تشهق بنفسٍ متقطعٍ جعله يبتعد عنها ثم أغلق باب السيارة عليها وتبدلت نظرته إلى أخرى يكرهها ويكره نفسه بلحظتها لذا قرر إنهاء هذه اللعبة السخيفة في أقرب وقتٍ وقد سحب قنينة فخارية ثم اقترب من "سعد" الذي كان يبعد عنه بخطواتٍ بسيطة ثم فاجئه بالمياه وهو يلقيها عليه حتى شهق الأخر من صدمته بالمياه، بينما الأخر لم يكتفي بهذا بل قام بكسر القنينة فوق رأسه.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Onde histórias criam vida. Descubra agora