قطرة مطر

11.5K 295 16
                                    

في نهار سماؤه داكنة، الغيوم الرمادية تُسقط أمطاراً بغزارة، يركض الجميع فارين من المطر ومن البرد وكأن ماء المطر سيغرقهم، في زاوية من شارع في حي شعبي يقع محل حلاقة رجالية دائم الازدحام، يترجل وليد من سيارة بيضاء اللون مرتدياً معطفاً اسود اللون ذا قلنسوة تغطي رأسه وتخفي معظم وجهه وتحميه من المطر، يتوجه وليد نحو ذاك المحل بخطوات متسارعة ثم يدخل وينزع القلنسوة عن رأسه، صاحب المحل ينظر إليه ويبتسم.
صاحب المحل اسمه العم صالح هو رجل ممتلئ الجسد وأصلع ووجهه يملؤه التجاعيد وبيده مكنسة، المحل لأول مرة خال من الزبائن،
العم صالح: ويلي لم أظن أنك ستأتي في هذه الأجواء.
وليد يبتسم: لا أخلف مواعيدي أبداً.
وليد الملقب بويلي، شاب عشريني طويل القامة، ممشوق الجسد، شديد الوسامة ووجهه جميل وفريد من نوعه، شعره هي علامته الفارقة في عالم الأزياء والشهرة حيث أن شعره كثيف وأشقر مائل للبياض، ينزع وليد معطفة ويجلس على الكرسي، بعض خصله الداكنة تظهر بين خصل الشعر الشقراء.
العم صالح: عليك أن تنتبه...قد تفقد شعرك وتصبح مثلي ان لم تعتني بشعرك وتتوقف عن الصبغ المستمر.
وليد يضحك: اعتقد بأن الصلع ستكون الموضة الجديدة في المستقبل.
العم صالح: جون احضر الصبغ...ويلي هنا.
يخرج جون من غرفة صغيرة ضمن المحل  وجون عامل شاب في المحل ويحضر بيده الاصباغ.
تدخل شابة المحل وبيدها مظلتين، تصدر الشابة ازعاجاً وهي تضرب الباب وتغلقه وتمسح حذائيها المبللتين بالأرض، وتفرك بيدها شعرها المبلل.
ينظر إليها  العم صالح باستغراب ثم بغضب.
العم صالح: أرجوان..ماذا تفعلين هنا؟
تنظر إليه أرجوان وانفها اصبح شديد الاحمرار.
أرجوان بغضب: اردت احضار المظلة لك حتى لا تتبلل عندما تعود.
العم صالح: ولماذا تبللتي انتي ومعكي مظلتين؟
ارجوان: سيارة بيضاء لشخص متعجرف رشت علي ماء الطريق وهي مارة من هذه المنطقة...لا يراعي صاحبها المارة و قاد السيارة باستعجال.
تبدو ارجوان كفتاة عشرينية ولكن ثيابها غير منسقة وكبيرة الحجم وحذائيها قبيحين وشعرها ناعم ولكن غير جاذب.
وليد ينظر اليها بنظرة واحدة ولكن سرعان ما يتجاهلها، يبدأ جون بوضع الصبغ. تتعجب ارجوان من وجود شخص بمظهر وليد وبثيابه وبجماله في محل حلاقة متواضع كمحل عمها ومعظم زبائن هذا المحل عملاء بناء.
وليد: صالح...ارجو ان تخبر هذه الفتاة ان تصمت صوتها عال ولا احب سماع هذه الاحاديث.
تستشيط ارجوان غضباً عندما تسمع ما يقول وتكاد تهجم..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

عندما أغراها الشيطان..Where stories live. Discover now