55

1.5K 85 2
                                    

ذاقت أرجوان طعم خمر الشهرة فكانت تسكر من مديح الكثيرين، من أعين الشبان الوسماء التي ترغب بها، من صوت طبول التملّق حولها، كانت تسكر وكانت مدمنة هذه الحياة، عشقت الاهتمام وأحبت قدرتها المفاجئة على شراء ما ترغب به في أي وقت، أصبحت أرجوان أسيرة الحياة المتألقة وكرهت نفسها التي تعاتبها كل ليلة، التي تضطهدها آخر الليل وتحاسبها وتؤنبها بسبب بيعها لروحها لأجل هذه الحياة ولكن تجيب أرجوان على نفسها بصريخ عتاب آخر، فهذه النفس التي تحاسبها هي نفسها التي أرادتها أن تنتحر، وأن تستسلم وأن تترك هذه الدنيا دون أن تذوق الحياة، هي نفسها التي أخبرتها أنه لا وجود لها بعد وفاة العم صالح، والشجار النفسي لأرجوان يخمده أصوات ضحكات الناس والموسيقى العالية في الحفلات وللمرة الأولى تنازلت أرجوان، تنازلت وشربت أول كأس كحول قدمه لها المغني الشاب جاستن والذي حلمت دوماً بمقابلته، فأصبحت جوانا شخصية مستقلة ومختلفة عن أرجوان الفتاة المحافظة، أصبحت جوانا حرة...حرة لتسقط أكثر فأكثر. شربت الكحول..شعرت بمرارة ما شربته يحرق حلقها وصدرها وكم جعلها هذا الشعور تشعر بالسعادة..وكأنها تستلذ تعذيب نفسها، ترقص أرجوان على أنغام الطبول والغيتار، وتنظر إلى إشعاعات الليزر التي تتراقص في سطح المكان، المكان مزدحم، ترقص أرجوان مترنحة وجاستن يرقص بجانبها ويقدم لها المزيد من الكحول..هل هذا هو الانحدار؟ هل هذا هو الجحيم؟ كم هو جميل هذا الجحيم..هل أنت فخور بي الآن يا عمي؟ هل قاومت حزني بما فيه الكفاية؟ هل تريني يا ايتها الوحدة؟ هل ستستسلمين اخيراً؟ يحمل وليد أرجوان ويعيدها للمنزل، علامات الغضب ظاهرة على وجهه وهو غير راضٍ بما فعلته أرجوان، أرجوان غائبة عن الوعي ومتوعكة وقيئها على ثيابها. يدلك وليد رأس أرجوان بعد لحظات.
وليد: لازلتي تفتقدين للعم صالح؟ أنا أفتقده أيضاً. لم تكن ذكرى وفاة العم صالح سهلة على أرجوان ولا على وليد، ولم يرد تركها لوحدها ولكن العمل تمكن منه فافترق عنها، وهاي هي تداوي جراحها كما هو يداوي جراحهه، هل خدش براءتها بتصرفاته؟ هل احتكت نجاسته بها فأصبحت هي أيضاً قذرة نجسة مليئة بالذنوب والحقد والمساوئ مثله؟ ولكن بعينيه يستحيل أن تتحول أرجوان من زهرة نقية لفاكهة عفنة..يستحيل..يترك وليد أرجوان في غرفتها ليواجه هو الآخر شياطين الليل الخاصة به. ∞∞∞∞ تأكل أرجوان طعام الفطور وهي تبكي بهدوء، شاعرة بالخجل والندم، لم تحب ما رأته في المرآة اليوم، شعرها الأشعث وقيئها على ثيابها، رائحتها الكريهة، ورسائل نصية مشبوهة من غرباء وكأنها فتاة رخيصة.
وليد ينضم لها ويأكل معها الفطور بصمت.
وليد: تخلصت من الكحول في المنزل.

عندما أغراها الشيطان..Where stories live. Discover now