58

1.4K 86 1
                                    

بعد انتهاء الجزء الأول، يقرر وليد وضع الجزء الثاني، حضرت أرجوان كأسان من البوظة وأحضرتهما لغرفة الجلوس.
أرجوان: كم أحب الأفلام القديمة..أفلام اليوم شديدة السخف...والحبكة مكررة.
وليد: اذا استطعتي كتابة فيلم...اخبريني وسأساعدك على بيع السيناريو.
تضحك أرجوان من عادة وليد بتحويل كل شيء لصفقة عمل، يتشارك وليد وأرجوان بطانية كبيرة وبقيا يشاهدان الفيلم بصمت، كم شعر وليد بالسعادة من اهتمام أرجوان بكل مشهد في الفيلم، رغم مشاهدتها للفيلم من قبل، كره وليد بعد عدة تجارب متابعة الأفلام مع الفتيات فهن لم يصمتن أبداً أثناء المتابعة، ولكن لم يمانع يوماً مشاهدة فيلم مع أرجوان التي كانت تستمتع حقاً بكل لحظة.
بعد مرور بعض الوقت استسلمت أرجوان للنوم دون أن تشعر، فأسندت رأسها على الأريكة وكاد أن يلمس رأسها كتف وليد، وليد يلاحظها فيطفئ الفيلم ثم يضع يده على رأسها لإيقاظها، لم تتحرك ولم تشعر أرجوان بلمساته، مسح وليد رأسها شاعراً بنعومة خصل شعرها، ثم بقي يراقبها وهي تغرق أكثر وأكثر في النوم، لم يمنع وليد نفسه ولم يشح نظره هذه المرة بل بقي يراقبها، فجأة بدأت أرجوان بالشخير، وعلو شخيرها أكثر وأكثر فضحك وليد وهو ينظر إليها، قرر وليد أن يحمل أرجوان إلى غرفتها فحملها ورأسها استند على كتفه، تسارعت نبضات قلبه عندما استقرت أرجوان بين يديه بسلام وكانت خفيفة بخفة ورقة شجرة ناعمة تسقط على الأرض في فصل الخريف. يمشي وليد ببطء نحو غرفتها وكأنه لا يريد أن يصل إلى غرفتها بسرعة، وكأنه يريد حملها بين ذراعيها إلى الأبد، ولكن قبل أن يصل إلى غرفتها استيقظت أرجوان شاعرة بحركته، تفتح عينيها لتندهش عندما ترى قرب وجه وليد منها، وتستطيع الشعور بنبضات قلبه وتستطيع استنشاق عطره الجميل.. للحظة شعرت أرجوان بالسعادة...للحظة استمعت أرجوان لنبضات قلبها التي تناغمت مع نبضات وليد، ثم تدرك أرجوان ما يحدث وأن وليد يحملها وهذا ليس بحلم..تتسع عينا أرجوان التي تذعر وتدفع وليد وتكاد تسقط على الأرض، يتركها وليد ويبتعد بضع خطوات.
وليد: ما بكِ؟ إحمر وجه أرجوان وشعرت بالخجل الشديد.
أرجوان: انت ما بك؟ منذ متى تحملني؟
وليد: لقد غفوتي ماذا أفعل؟
أرجوان: أيقظني.
وليد بسخرية: كلما حاولت ايقاظك..يعلو شخيرك.
تشعر أرجوان بإحراج أكبر وتركض نحو غرفتها.
تضع أرجوان يدها على قلبها لتهدئ هذه النبضات التي لم تفهمها، وكأن قلبها كان موصداً في صندوق حديدي ينتظر مفتاحاً ينقذه ويخرجه، وهذه اللحظة هي المفتاح.
ابتسم وليد الذي حظي هذه الليلة بالقليل مما منع نفسه من الحصول عليه، ولو كانت ثواني معدودات فقط، ولكن هذه الليلة كانت كافية لإسعاده.

عندما أغراها الشيطان..Où les histoires vivent. Découvrez maintenant