18

2.1K 121 0
                                    

حمل وليد أرجوان إلى سيارته وهي تشهق من البكاء، بقي وليد وأرجوان في السيارة للحظات حتى هدأت بعض الشيء.
السائق: اين تريد ان نذهب؟
وليد ينظر إلى أرجوان التي أسندت رأسها على باب السيارة.
همست أرجوان: خذني إلى المنزل.
وليد يتردد قليلاً ثم يسأل.
وليد: عنوانك؟
أرجوان: مبنى ستريت 16.
يضع السائق اسم المبنى في الجي بي اس ثم ينطلق، تقف السيارة أمام المبنى ونطق وليد بعد رحلة طويلة سيطر عليها الصمت التام.
وليد: تستطيعين البقاء وحدكِ؟
أرجوان تجيب دون النظر إليه: أفضل البقاء وحدي.
تفتح أرجوان الباب وتخرج.
أراد وليد أن يعرض عليها المساعدة، وأن يدعوها للبقاء في منزله او اي فندق على حسابه حتى لا تشعر بالوحدة وبالحزن عندما تبيت في منزل عمها، حتى لا ترى حاجيات عمها حولها فتتذكره مراراً ولكن لم يستطع فليس من طبيعته ان يعرض هذه الأمور.
كانت تلك آخر مرة رأى فيها وليد أرجوان وكم ندم على عدم عرض مساعدة أكثر لابنة الرجل الذي اعتاد على رؤيته عدة مرات في الشهر لأربع سنوات.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بعد أربعة أشهر
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
يوم جديد...أخبار جديدة...ووجوه جديدة اكتسحت مجلات المشاهير وأخبار الاعلام، استولى وليد على بعض فقرات الأخبار فيما مضى عندما كانت سوزان مركز الأخبار وقد استعاد وليد بهذا علاقاته بالاعلام،وتذكر وجوده بعض الشخصيات ولكن سرعان ما نسي الجميع سوزان واستولت اخبار جديدة على القنوات وصفحات المجلات. وبين الحين والآخر تتسلل سوزان إلى فقرات الاخبار لوجه المقارنة باخبار اخرى او عند ظهور حقائق جديدة عن وفاتها، واخر حقيقة ظهرت هي ان سوزان ربما انتحرت؛ فالحبوب المختلفة التي اخذتها مميتة عند اختلاطها. بعضهم لام ديفيد على ذلك ولكن سرعان ما تم نسيان هذا الاكتشاف ايضاً، حاول وليد ايجاد وجوه جديدة ناجحة بشكل اسطوري لمؤسسته ولكن لم يفلح، فلم يجلب احد مقدار من النجاح والشهرة التي قد ترضي وليد.
في يوم من الأيام قرر وليد شرب كوباً من القهوة برفقة مارك صديقه العزيز وعارض الازياء قبل الذهاب لجلسة التصوير فدخلا إلى محل الستاربكس متنكران بعض الشيء بالنظارات الشمسية والقبعات. يتفاجأ وليد عندما يرى أرجوان فيخلع نظارته. أرجوان تبدو نحيلة ووجهها شاحب وعيناها متعبتان حولهما هالات سوداء بسبب قلة النوم. أرجوان منشغلة بآلة المحاسبة.
مارك: كوبين من القهوة.
ترفع أرجوان ناظريها نحوهما ثم تومئ ولكن تتفاجأ عندما ترى وليد أمامها، تبتسم ابتسامة باهتة.
أرجوان: حالاً...سكر؟ كريما؟
مارك: سوداء...دون اضافات.
تلتفت أرجوان وتنادي زميلتها لوكي.
أرجوان: لوكي كوبين من القهوة السوداء.

عندما أغراها الشيطان..Where stories live. Discover now