81

1.2K 74 1
                                    

ارجوان: لعلك بدأت تكبر في السن..لازالت الساعة العاشرة مساءاً.
وليد يضحك: ربما...لكنني حقاً مرهق سأستحم وأخلد للنوم.
يتجه وليد نحو غرفته وأرجوان تخلع كعبيها وتتجه لغرفة الجلوس لمشاهدة التلفاز، شعرت بالكسل فلم ترد مسح المكياج وتغيير ثيابها الآن.
تذكرت أرجوان ان عليها نشر رأيها بالفيلم وصورة، التقت صورة لنفسها وكتبت فيلم رائع..الكسل ايضاً منعها من كتابة المزيد، ثم فتحت الفيس بوك ولكن تفاجأت عندما ظهرت صورة آدم في الهوم وعليه عبارة سنشتاق لك، فقرأت تحت الصورة: "انا جون صديق مقرب لآدم...لقد خسرنا روح اخرى تحمل جميع معاني الطيبة والحياة بسبب الحروب اللا جدوى منها...فقدتُ صديقاً عزيزاً وعائلته تمر بمرحلة صعبة جداً اليوم...انا اسف لمن وصله الخبر بهذه الطريقة ولكن لا تستطيع العائلة التواصل مع اي احد هذه الفترة...ذهب آدم فداءاً للوطن وكان فخر لنا جميعاً". شعرت أنها لا تستطيع التنفس لم تصدق ما رأت، خرجت فوراً لتبحث في قوقل فوجدت ان هنالك انفجار حدث حقاً في العراق والضحايا اهالي العراق وبعض الجنود الامريكان، قرأت أرجوان مقالاً بسرعة يصف الاحداث...تجمع... سوق...اطفال...لم يتم التوقع.. جنود..امريكان...انفجار...لا نجاة.
شعرت أرجوان بضيق التنفس، ها هو الموت يزورها مجدداً، لم تستطع تحمل الخبر، لم تستطع تمالك مشاعرها التي انفجرت تصرخ ألماً بما شهدت، تنفست أرجوان بسرعة وصرخت ألماً صرخة حزن وصرخة اعتراض، صرخة اعتراض واستنكار ، لماذا؟ لماذا يخطف الموت منها كل هؤلاء الاشخاص؟ لم تكن الدموع والصرخة لأجل آدم فقط بل كانت للموت...إلى متى ستخسر كل من حولها؟
وضعت ارجوان يدها على فمها لكبت الصرخة واستمرت في ذرف الدموع بصمت يشبه صمت المقابر.
خرج وليد من غرفته وهو يجفف شعره، مرتدياً بنطالاً واسعاً وقميصاً واسعاً للنوم.
وليد: جوانا هل تريدين ان اطلب.
يتفاجأ وليد بالحالة التي رآها فيها أرجوان ولم يكمل جملته، ركض وليد نحوها.
وليد: ماذا حدث؟ هل تشعرين بألم ما؟
تنظر أرجوان إلى وليد وتذرف المزيد من الدموع، يحاول وليد فهم ما يجري.
وليد: ارجوان اجيبيني ما بك؟
يلاحظ وليد الهاتف بيدها فيأخذه ليجد المقال ولا يفهم سبب الدموع بعد.
وليد: ان كنتي تتأثرين بالاخبار السياسية.
ارجوان تهز رأسها بالنفي: آ...آدم.
نطقت اسمه وبكيت بصوتٍ عالٍ وكأنها تذكرت العم صالح وتذكرت الالم الذي تسبب الموت لها سابقاً. حضن وليد أرجوان واخذ يمسح رأسها بيده ويحاول تهدئتها.
ولكن بعد لحظات توقفت ارجوان عن البكاء وابتعدت عن وليد.
أرجوان: هل لعنة الموت تلاحقني؟ ابي ثم عمي ثم جدة جيمي والآن آدم...كل من اهتم بي او احبني توفي.

عندما أغراها الشيطان..Where stories live. Discover now